“اجتماعات الدستورية”.. هل يستطيع المبعوث الأممي إنقاذ مهمته في سوريا ؟!
بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى دمشق، يبدو أن المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون يحاول إحياء مسار “اللجنة الدستورية” التي وصلت مرحلة “التجميد” في الفترة الماضية، وذلك اعتماداً على المبادرة العربية التي تم اطلاقها في العاصمة الأردنية عمان، إضافة لمخرجات اجتماعي القاهرة والقمة العربية في جدة السعودية.
المبعوث الأممي الذي لم يتمكن على مدار العام الماضي من تحقيق أي تقدّم في الحلّ السياسي، التقى خلال زيارته دمشق وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين من البعثات الدبلوماسية، وأشار إلى تفاؤله في إمكانية تحديد موعد مؤكّد لعقد الاجتماعات، علماً أن المبادرة العربية ولجنة الاتصال الخاصة بسوريا ذكرتا في بيان لهما أنه “تم التوافق على اعتماد مسقط مقراً لعقدها، على أن تُعقد قبل نهاية العام الحالي”.
والتقى المقداد المبعوث الأممي بعد سلسلة لقاءات أجراها مع مسؤولين عرب خلال مشاركته في اجتماعات مجلس الجامعة العربية في القاهرة، مشدداً على “ضرورة خروج القوات غير الشرعية من سوريا”، مشيراً إلى “التحديات الأساسية التي تواجهها سوريا والمتمثّلة بالآثار الكارثية التي خلّفها الإرهاب، والإجراءات القسرية الأحادية الجانب اللاشرعية على الوضع الإنساني والاقتصادي في سوريا وعلى حياة السوريين، وخاصة بعد الزلزال”.
تابعونا عبر فيسبوك
بيدرسون انطلق من دمشق لإجراء لقاءات مع مسؤولي دول مسار “أستانا” روسيا وتركيا وإيران، بهدف استثمار مساري اللجنة العربية و”أستانا”.
وخلال تصريحاته في دمشق، رأى بيدرسون أن “ثمة تغييرات كبيرة تشهدها الساحة السورية هذه الفترة، سواء الانفتاح العربي وعودة دمشق إلى محيطها العربي، أو حتى المحاولات الروسية – الإيرانية لتقريب وجهات النظر”، الأمر الذي يعوّل عليه بشكل واضح في إنقاذ مهمته كمبعوث أممي، علماً أن تغييرات عديدة من المنتظر إحداثها في آلية عمل “اللجنة الدستورية” التي فشلت في ثماني جولات سابقة في تحقيق أي تقدم حقيقي في الحل السوري.
حيث من المفترض أن تشهد التغييرات إطالة لمدة عقد الاجتماعات، وتحديد محاور تتم مناقشتها والانتهاء منها قبل الانتقال إلى محاور جديدة، حيث تسبّبت الآلية الماضية وما احتوته من مناقشة جملة كبيرة من المحاور خلال وقت قصير، في تحوّل الاجتماعات إلى ساحة للاستعراض السياسي، الأمر الذي أدّى إلى فشلها في تحقيق أي تقدم.
وكان المقداد أكد في كلمته خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية الـ 160 أن “أمريكا تحاول عرقلة أي حل للقضية السورية”، موضحاً أن “الاجتماع الأول للجنة الاتصال العربي الذي استضافته القاهرة منتصف الشهر الماضي، كان فرصة لعرض الإجراءات والتسهيلات التي اتخذتها سوريا خلال الفترة الماضية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع مواطنيها دون تمييز”.
شاهد أيضاً : الأمم المتحدة تكذّب تقرير صادر عن البنتاغون يتعلق بسوريا