آخر الاخباررئيسيسياسة

ما سر “غضب الطبيعة” على الشرق الأوسط تحديداً ؟!

كلها مرت عبر الدول العربية، وجاءت في توقيت وشدة غير مألوفين، وأودت بحياة ما يقارب الـ10 آلاف شخص ضمن 3 دول، ما سبب الكوارث الطبيعية التي ضربت دول الشرق الأوسط منذ شباط الماضي ؟!

وفي وقت يربط خبير جيولوجي بين هذه الكوارث “الغريبة”، وبين ما يراه “تغيراً في طبيعة الأرض” يحتاج إلى وقت للدراسة واستكشاف الأسباب، مشدداً على أن تأخذ دول الشرق الأوسط الحيطة والحذر، تحسباً لحدوث أي كوارث أخرى مفاجئة.

وشهدت سوريا وليبيا والمغرب في أوقات مختلفة من العام زلازل وعواصف أودت بحياة الآلاف، وأصيب وتم فقد آلاف آخرين ففي 6 شباط الماضي، شهدت سوريا زلزالاً بقوة 7.8 درجة بمقياس ريختر، أسقط نحو 6000 قتيل وآلاف المصابين.

وبعد 6 أشهر، باغت زلزال آخر المغرب في 8 أيلول بقوة 7.2 درجة، أوقع حتى اللحظة أكثر من 2800 قتيل، بينما لا تزال جهود الإنقاذ قائمة حتى اللحظة.

وفي ليبيا، ضربت عاصفة “دانيال” الممطرة عدة مدن، خاصة في الشرق، وفيما لا يزال الحصر النهائي للضحايا غير واضح، تحدّث مسؤولون عنما بين 2000 و2800 قتيل حتى يوم الثلاثاء، قضى بعضهم تحت المباني المنهارة، وجرفت السيول والفيضانات الآخرين، وسط اختفاء أحياء بكاملها تحت الماء في مدينتي درنة والبيضاء.

بينما يصف الخبير في المسح الجيولوجي والتغيّرات المناخية حسين عبد الوهاب، أن هذه الكوارث “شيء نادر الحدوث”، فالمغرب “ليس منطقة نشطة للزلازل، وليبيا العواصف تأتيها ضعيفة أو متوسطة”، مؤكداً أن الأمر يدعو للحيرة، ومحاولاً الوصول لتفسير سبب وقوع الكوارث الأخيرة، وبهذه الشدة.

وقال عبد الوهاب: بالنظر لمنطقة الحوز المغربية “مركز الزلزال الأخير” فهي دائماً تشهد تحرك صفيحتين أرضيتين بشكل متناقض، لكن هذه المرة حدث انحدار شديد ومفاجئ تسبب في هذه الكارثة، وهذا شيء نادر، ولم يحدث إلا مرتين خلال قرن.

تابعونا عبر فيسبوك

أما في ليبيا فهي دولة ساحلية، وغالباً ما تتعرض لنوات وأعاصير قادمة من أوروبا ومصحوبة بمنخفضات جوية، وكانت أوروبا هي من تشهد ذروة هذه الأعاصير، لكن من الغريب أن تصل لذروتها لداخل ليبيا.

وما حدث في ليبيا أكبر بكثير من كونه عاصفة، والأصح أن نطلق عليه إعصاراً مدمراً، نحن أمام تغير حاد الآن في طبيعة الكوارث، والتي أصبحت كذلك أكثر حدة، إذ باتت طبيعة الأرض مختلفة تماماً، وهيئات الأرصاد والمسح الجيولوجي حول العالم في حيرة مما يحدث، والفيضانات والرياح باتت تأتي في غير محلها.

ويلفت عبد الوهاب إلى أنه ضمن أسباب زيادة الضحايا “غياب الاستعدادات وبرامج الحماية” في المغرب وسوريا وليبيا، كونها مطمئنة لأنها ليست عرضة لمثل هذه الأحداث.

هذا وقد بلغ حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية في العالم، 120 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري، حسب تقديرات شركة “سويس ري” لإعادة التأمين.

وكانت الكارثة الطبيعية الأعلى كلفة، هي الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 شباط، وتسبب في خسائر فادحة بلغت 34 مليار دولار، تكبدت منها شركات التأمين 5.3 مليار.

لكن أكثر ما كبّد شركات التأمين هو العواصف الشديدة التي كلفتها 35 مليار دولار، من ضمنها 34 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها.

شاهد أيضاً : أمر مريب حدث.. هل زلزال المغرب “مفتعل” ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى