هل فضلت «منظمة التحرير الفلسطينة» القتل الرحيم بتوقيعها أتفاق أوسلو عام 1993 ؟!
قال الدكتور حسن خريشة النائب السابق لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني إن «منظمة التحرير الفلسطينية بدأت كمنظمة بالاسم والجوهر للتحرير، ومع الوقت تغير دورها وبرنامجها السياسي إلى البحث عن تسوية».
وأضاف خريشة أن المنظمة تبدو وكأنها «إطار ائتلافي لقوى سياسية، لكن الفاعل الأساسي فيها كان ولا يزال حركة فتح».
ووفق البرلماني الفلسطيني، يوجد من غضب واحتج وغادر المنظمة، لكنه عاد إلى الإطار ذاته «ثم بعد إقامة السلطة الفلسطينية قُزمت المنظمة وهمشت لتصبح رقما بسطيا في موازاة السلطة الفلسطينية».
تابعونا عبر فيسبوك
وبشأن نشوء خلافات بعد قيام السلطة وانتخاب المجلس التشريعي عام 1996، يقول خريشة «بدأ أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمستوزرون يتقاتلون مع أعضاء المجلس التشريعي، في حين أن الأصل خضوع كل هؤلاء للمراقبة والمساءلة من قبل التشريعي».
ويرى أن إقرار تعديل الميثاق الوطني سنة 1996 كان بمثابة إلغاء له بناء على الاتفاقيات الموقعة مع” الإسرائيليين” «وعام 1998 اجتمع المجلس الوطني بحضور الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وتم تأكيد التعديلات والتغييرات في اجتماع رفعت فيه الأيادي وقوفا وتصفيقا».
وبالتالي، فإن «الميثاق الوطني تم إلغاؤه، ولم يعد لمنظمة التحرير ميثاق ترتبط به»، وفق السياسي الفلسطيني.
وتابع خريشة «بدل أن تكون المنظمة للتحرير أصبحت للتفاوض والتطبيع، وهناك لجنة للتواصل مع المجتمع “الإسرائيلي” ويقودها قيادي مهم».
وأضاف أن القوى الفاعلة والمؤثرة في الساحة الفلسطينية وليس في المنظمة «بل يحظر عليها دخولها باعتبارها حكراً على أناس بعينهم وهي حركة فتح، ووضعت اشتراطات لدخول حماس والحركات الأخرى، منها اعترافهما بالتسوية والتزامات السلطة».
ويعتبر خريشة أن منظمة التحرير «لا تمثل اليوم أغلبية الشعب الفلسطيني رغم تمسك الجميع بها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني مع وجوب إصلاحها».
وبرأيه، فإن المنظمة «مختطفة من قبل فئة متنفذة يتم استخدام مؤسساتها عندما تكون قيادة المنظمة في أزمة».
ويؤكد خريشة «فقدت المنظمة كثيرا من دورها الأساسي، الحل والمخرج الوحيد بانتخاب مجلس وطني جديد ينتخب لجنة تنفيذية تختار رئيسا لكل الشعب الفلسطيني، وبالتالي ينتهي الانقسام ويدخل الجميع منظمة التحرير».
وأضاف أن هيئات المنظمة «لم تنتخب ديمقراطيا لا قبل أوسلو ولا بعده، وأن توقيع المنظمة على اتفاق أوسلو واعترافها بالدولة العبرية وحقها في الوجود قلل من مكانتها بين أبناء الشعب الفلسطيني، ولا سيما أن الاتفاق لا يلبي الحد الأدنى من البرنامج الوطني الفلسطيني الذي على أساسه التف الناس حول المنظمة».
واختتم خريشة أن المنظمة “هُمشت بعد اتفاق أوسلو لدرجة أنها أصبحت واحدة من دوائر السلطة، بل يتم منذ ذلك الحين التعامل معها بطريقة استخدامية تُستدعى حين اللزوم”
شاهد إيضاً: مِصر تُحذر من بروباغاندا «إسرائيل» المضللة و الخطيرة !