“البافر ستيت” البريطاني بنكهة أمريكية.. مشروع خطير في سوريا ؟!
للوصول لحقيقة ما يتم إعداده للبادية السورية في شمال وشرق وحتى جنوب سوريا، يجب أن يتم إعادة التفكير كثيراً بمشروع “البافر ستيت” وأهدافه المتعددة.
هذا المشروع يسعى أولاً إلى فصل سوريا عن العراق وتفكيك أي صلات ترابط بين أطراف الدول الحليفة لسوريا، كما يهدف إلى تحييد البلاد من خلال إنشاء مناطق عازلة حولها.
“البافر ستيت” هو مفهوم يُستخدم للعزل بين دول أو جماعات سياسية متنازعة أو متناقضة أو متجانسة، سواء كانت متحاربة أم لا، بهدف منع تحالفهم أو تنسيق سياساتهم.
تاريخياً، تم تطبيق هذا المفهوم بشكل معتاد بعد الحروب والنزاعات، وأحد أمثلة ذلك هو تأسيس بلجيكا بعد اندلاع النزاعات الوطنية في أوروبا.
بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، بدأت الإمبريالية البريطانية في تطبيق مفهوم “البافر ستيت” بعد تجربة محمد علي في مصر ومحاولته توحيد مصر مع بلاد الشام.
تابعونا عبر فيسبوك
ومن ثم، أقامت بريطانيا “البافر ستيت الصهيوني” لفصل مصر عن سوريا، وهو ما أعقبته خطوات أخرى لتقسيم المنطقة إلى دول وظيفية حاجزة، مثل أفغانستان والبانتوستانات في منطقة الشرق الأوسط.
من الجدير بالذكر أن أمريكا وكيان الاحتلال تسعيان حالياً إلى تطبيق مشروع جديد لـ”البافر ستيت” في سوريا والمنطقة بشكل عام، بحسب مراقبين.
ويهدف هذا المشروع إلى عزل المنطقة وتقسيمها إلى مناطق عازلة وبؤر توتر.
وأشار المراقبون إلى أن المشروع يشمل دعم الجماعات المتطرفة مثل “القاعدة” و”جبهة النصرة”، واستخدام القوى الناعمة لنشر التأثير الأمريكي في المنطقة، وتوجيه الانتباه بعيداً عن التحالفات الإقليمية القائمة.
وأضاف المراقبون أن هذه الخطوات تتطلب تعاوناً مع عدة أطراف، بما في ذلك تركيا، التي تسعى أيضاً لتحقيق مصالحها في المنطقة، خاصة مع ظهور تنويعات اجتماعية وسياسية في البادية السورية – العراقية وتلعب دوراً في هذا السياق.
بالإضافة إلى ذلك، ظهرت بعض الجماعات التي تورطت في مشروع “أمريكي – إسرائيلي” لتمزيق سوريا والعراق وإقامة كونفدرالية واسعة تشمل الأردن والأنبار وجبل العرب.
في ضوء هذا المشهد، ومع احتمالية عودة الولايات المتحدة إلى زيادة التوتر في سوريا، هناك استعداد لإعادة ترتيب القوات وبناء تحالفات جديدة لإنشاء مناطق عازلة “عشائرية – كردية”.
هذا يتطلب مراقبة حركة العشائر ومواقفهم، بالإضافة إلى الجماعات التي شاركت سابقًا في المشروع “الأمريكي – الإسرائيلي” للمنطقة.
أخيراً، يجب أيضاً ملاحظة وجود تطورات مماثلة في لبنان وكركوك، حيث تتصاعد التوترات القومية والطائفية ويتداخل الصراع الإقليمي والدولي.
وتوجد هناك عوامل معقدة تشمل القوى الدولية والإقليمية التي تشجع التوترات وتسعى للاستفادة منها.
شاهد أيضاً : مستشار ترامب السابق يكشف عن خطة انفصالية أمريكية في سوريا !