ما هي احتمالات لقاء الرئيس الأسد بـ”أردوغان” ؟!
يبدو أن التقارب السوري التركي بدأ يأخذ ملامح أكثر عما سبق لاحتمالية لقاء الرئيس السوري بشار الأسد بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، بالمقارنة مع تأثير الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي أخذ يتقيد في تحديد مستقبل سوريا، خاصة بعد إقبال معظم الدول العربية على الانفتاح على دمشق.
فمن وجهة النظر التركية، قد يخدم التطبيع مع الحكومة السورية المصالح التركية بطريقتين: الأولى عبر التعاون في القتال ضد “قسد”، التي تصنفها تركيا “إرهابية”، والثانية عبر التعاون في ملف إعادة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، والبالغ عددهم 3.5 مليون.
فوفقاً لمقال نشرته “ديلي صباح”، فإن الدور المحوري الذي تلعبه تركيا في مستقبل سوريا، نظراً لتاريخهما ومصالحهما المشتركة، يجعل تطبيع العلاقات أمراً ملحاً في كلا البلدين، منوهاً إلى أن “الرئيس السوري بشار الأسد بدد فكرة عقد لقاء مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في ظل المناخ الحالي”، مستنداً لمل قاله الرئيس الأسد في لقائه الأخير مع قناة “سكاي نيوز عربية” الشهر الماضي.
وقال الرئيس الأسد: إنه لن يلتقي أردوغان دون شروط، وأبرزها انسحاب القوات التركية من سوريا، لكن أردوغان يتبع سياسة “الباب المفتوح أمام الأسد”، وفق تصريح سابق له، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مسألة الانسحاب “غير واردة”.
تابعونا عبر فيسبوك
وبحسب “ديلي صباح” فإن المشكلة هي أن الطرفين المعنيين لديهما تفسيرات مختلفة حول الجهة التي تشكل “الإرهاب”، وبعبارة أخرى”“فإن أولويات تركيا هي جماعة وحدات حماية الشعب في الشمال، وأولويات الأسد هي المعارضة المدعومة من تركيا في الشمال الغربي”، وأضافت أن هناك عائق آخر أمام التوصل إلى اتفاق مرضٍ للطرفين، وهو الوصاية التركية على جيب إدلب.
واعتبرت الصحيفة أن البيئة الداخلية في تركيا تلعب دوراً مؤثراً في تغيير السياسة تجاه دمشق، إذ “أدركت أنقرة أن الوقت قد فات للإصرار على تغيير القيادة السورية، وتسعى الآن إلى إيجاد طرق للتفاوض مع الرئيس الأسد”.
وإذا تم تهيئة الظروف المناسبة، “تأمل أنقرة أن يعود اللاجئون السوريون في تركيا إلى سوريا وأن يتم الترحيب بهم بمستويات معيشية إنسانية”.
وهذا من شأنه أيضاً أن يعزز يد أنقرة ضد “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب”، المدعومين من الولايات المتحدة في شمال سوريا، وفق الصحيفة.
تابعونا عبر فيسبوك
وقالت الصحيفة أن “الاقتصاد السوري يزداد سوءاً وليس أمام دمشق خيار سوى التصالح مع تركيا في عهد أردوغان”، مضيفة أن “الرئيس التركي لديه القدرة الأكبر على الحفاظ على علاقات ودية مع كل من واشنطن وموسكو لتسهيل الاستقرار في المنطقة، وبالتالي، فمن مصلحة الحكومة السورية أن تبحث عن مصالحة مع أنقرة”.
يشير المشهد السياسي الأخير، وما تضمّنه من تصريحات ومواقف، إلى أن مسار المحادثات بين تركيا وسوريا يواجه عراقيل عدة، رغم الحديث الروسي عن التنسيق لعقد لقاء يجمع الأسد وأردوغان.
فمن جهة يؤكد الرئيس الأسد أن أي ليونة سيقدمها للجانب التركي من أجل عودة العلاقات، ترتبط بشكل رئيسي بالانسحاب الفوري والعاجل للقوات التركية من الأراضي السورية.
ومن جهة أخرى، تؤكد تركيا عدم وجود نية لديها للانسحاب في المستقبل القريب، إلا في حال اختفاء “التهديد الإرهابي” من حدودها مع سوريا.
وختمت الصحيفة بالقول: “إن تطبيع تركيا مع سوريا ليس ممكناً فحسب، بل هو ملح أيضاً لكل من السوريين في سوريا والمهاجرين السوريين الذين يعيشون كضيوف في الأراضي التركية”.
وفي السياق، قال موقع “فويس أوف أمريكا”، إن موسكو ستكون المفتاح لـ “كسر الجمود” في العلاقات بين دمشق وأنقرة.
إذّ تدير روسيا منذ ثمانية أشهر عملية “بناء الحوار” بين تركيا وسوريا، عبر عقد لقاءات بين الطرفين، آخرها في أيار الماضي، والذي جمع وزراء الخارجية.
وتحاول موسكو إيجاد صيغة للاتفاق بين الطرفين، تسمح ببقاء القوات التركية في سوريا ضمن “اتفاق”، بحسب الموقع.
شاهد أيضاً : واشنطن بدأت بالقلق.. “معارك الفرات” تهدد مصالح أمريكا في سوريا ؟!