واشنطن بدأت بالقلق.. “معارك الفرات” تهدد مصالح أمريكا في سوريا ؟!
يبدو أن الاشتباكات المستمرة ولو بشكل طفيف بين قوات “قسد” وقوات العشائر، بدأت تشعر واشنطن بشيء من القلق، كون المعارك أخذت تهدد استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة في حال استمرارها لمزيد من الوقت.
ومنذ بدء المعارك بين العشائر و”قسد” في الـ27 من آب الماضي، وحتى التوقف الجزئي للقتال في السادس من شهر أيلول الجاري، ظل المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون الأمريكيون صامتين إلى حد كبير، خوفاً من الانحياز العلني إلى أحد الطرفين، اللذين تحتاجهما واشنطن بشدة للعمل معاً لإنجاز أجندتها في المنطقة، وفق ما ورد في تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.
ورأى التقرير أن ما يجري يهدد بإخلال التوازن الدقيق” ما يجعل الولايات المتحدة في مأزق. فمنذ عام 2017، وواشنطن تعمل مع قوات “قسد”، وهو تحالف “غير مستقر” من الشركاء المحفوف بالخصومات الداخلية. والآن، بدأت تظهر الشقوق الأولى في هذا التحالف.
وبحسب التقرير، فإن “قسد” نجت بصعوبة من أكبر ضربة لحكمها منذ تشكيلها في عام 2015. حيث تمكّن الآلاف من رجال القبائل العربية بطرد قواتها من عشرات المدن والبلدات في محافظة دير الزور شرقي سوريا، في اشتباكات خلفت ما بين 150 إلى أكثر من 350 قتيلاً.
تابعونا عبر فيسبوك
ووسط هذه المنافسة الشديدة في المنطقة، شعرت القبائل المحلية في شمالي دير الزور منذ فترة طويلة بالتجاهل، وتتهم “قسد” بتحويل الإيرادات من حقول النفط والغاز في المنطقة إلى المناطق التي يقطنها عدد أكبر من “المكون الكردي”، بحسب التقرير.
وزعم التقرير أن “التمرد القبلي” الأخير كان محاولة من قبل الشيخ إبراهيم الهفل وآخرين للسيطرة على المنطقة و”إجبار الولايات المتحدة على الاعتراف بإنشاء دويلة عربية تتمتع بالحكم الذاتي في شمال دير الزور، ومستقلة عن أي قوة”.
ومع ذلك، وبصرف النظر عن الدعوات العامة لضبط النفس، حاول العسكريون والدبلوماسيون الأمريكيون أن يبقوا بعيدين عن مشهد الصراع، لحاجتهم إلى الفريقين في المنطقة، وفقاً للتقرير.
وكان معظم المشاركين في الأيام الأولى لانتفاضة العشائر، من أعضاء “مجلس دير الزور العسكري”، الذراع المحلي لـ”قسد”، والذي يدير المنطقة نيابة عنها ويخضع لقيادة المجموعة ذات “الهيمنة الكردية”.
ومنذ بدء القتال، يشير التقرير إلى أن “قسد” زعمت بوجود تعاون بين قادة العشائر والحكومة السورية، استعداداً لتسهيل عودة سيطرة الأخيرة على شمال دير الزور. وتشير مصادر موثوقة إلى أن رئيس “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل ربما كان يحمل مثل هذه النوايا.
واستخدمت “قسد” هذه التهمة للإشارة إلى معظم أولئك الذين شاركوا في القتال، وكذريعة لمزيد من حملات القمع. ومنذ “العفو العام” الذي أعلنه مظلوم عبدي، ودعوته المزعومة بإطلاق سراح مقاتلي العشائر الذين اعتقلهم، أقدمت”قسد” على اعتقال المزيد من زعماء القبائل الذين يُرجح مشاركتهم في القتال، بدلاً من إطلاق سراحهم.
ويصف التقرير تلك الأحداث بأنها “تضع الولايات المتحدة في موقف مستحيل”، إذ لا يمكن أن تصل المخاطر إلى أكبر من ذلك. فمنذ تدخلها في سوريا في أواخر عام 2014، بذلت الولايات المتحدة جهداً أكبر لـ”حماية شمال دير الزور من هجمات القوى الخارجية أكثر من أي منطقة أخرى خاضعة تنتشر فيها قسد”.
ومهما يكن من أمر، فإن واشنطن ترفض التخلي عن سيطرتها على احتياطيات النفط والغاز في دير الزور وجنوب شرقي الحسكة، بحسب ما نقله التقرير.
شاهد أيضاً : السلطات التركية تعتقل سيدة سورية لسبب صادم وغريب !