طبيب واحد لكل 661 سورياً !
خاص – نور ملحم
لم تتوقع “سعاد” مصير زوجها محمد ذو (47 عاماً) هو الموت عندما طلب منها الطبيب التوجه إلى المشفى لإجراء عملية تركيب قسطرة.
تتحدث المرأة المفجوعة لجريدتنا: «طلب الطبيب مبلغاً قدره مليون ليرة سورية بحجة محاسبة المشفى دون أن يقوم بفتح إضبارة للمريض أو قطع وصل بقيمة المال.. فما كان مني إلا أن أقوم بدفع المبلغ مقابل أن يرتاح المرحوم من أنين الوجع، ليتم إدخاله إلى غرفة العمليات، وبعد الانتهاء من العملية طلب الطبيب مني إخراجه من المشفى بأسرع وقت دون أن يستيقظ من البنج».
تابعونا عبر فيسبوك
تكمل الزوجة: «أصرّت العائلة على إجراء العملية في مشفى خاص بدمشق، بحجة أنه متطور أكثر والرقابة الصحية في العاصمة أكبر، بعت ما أملك من ذهب لتغطية تكاليف العلاج، لكن كل هذا لم يفد فقد توفي زوجي نتيجة خطأ طبي في الصمام الذي تم تركيبه».
يؤكد الدكتور “علي حرفوش” لجريدتنا أن «ظاهرة الأخطاء الطبية لم تعد مجرد ظاهرة عادية “بل أصبحت تمارس بشكل يومي دون رقيب أو حسيب ودون خوف من الله ولا وخشيه حتى صارت في تصاعد مستمر نتيجة للإهمال والعبث والتقصير في بعض المستشفيات مترافقة مع ثقافة الصمت السائد في التعامل مع الأخطاء الطبية وغياب الرقابة من الجهات المختصة وتحديداً من وزارة الصحة ونقابة الأطباء حتى باتت الأخطاء من الظواهر الخطيرة التي أصبحت كابوس يقض مضاجع المرضى».
ويضيف “حرفوش”، «الخطأ الطبي قد يحصل مع أي طبيب وهو نوعان، الأول خطأ في التشخيص وينتج عنه خطأ في العلاج، سواء كان العلاج جراحياً أو باستخدام الأدوية، والخطأ خارج عن إرادة الطبيب فغموض الأعراض لدى المريض وغموض الفحوصات أو تشابه الفحوصات والحالات مع بعضها البعض قد يقع فيها اكبر طبيب، والثاني هو الخطأ العلاجي إذا لم يكن هناك أي خطأ تشخيصي، وكان الخطأ في طريقة العلاج، هنا أتوقع من الخبرة في العمل انه قد يحصل تشخيص سليم، ولكن الخطأ في الإجراء العلاجي، وقد يخطئ الطبيب إما بالاستعجال في وصف الدواء أو بالاستعجال في القيام بإجراء العملية الجراحية».
في المقابل، اكتفت نقابة الأطباء في دمشق بالنفي فقط مؤكدة أن لا وجود لأخطاء طبية في سوريا، وأن التقارير التي تتحدث عن “كثرة الأخطاء الطبية “غير دقيقة”، مبينة أنه «يجب علينا التمييز بين الأخطاء والإختلاطات، أي أن نميز بين الخطأ غير المقصود والخطأ المقصود، وبين الخطأ البسيط والخطأ الجسيم».
ويشهد قطاع الصحة نقص كبير من الأطباء ما أدى إلى تحويل هذه المهنة لتجارية لدى الكثير من الأطباء فبحسب الدراسة التي أقامتها جامعة دمشق هناك طبيب واحد لكل 661 مواطناً كما أن الطبيب يتابع 100 مريض يومياً وأن يقوم بإجراء 5 عمليات كحد متوسط دون توقف بشكل يومي فالجشع والطمع وحب المال هو من تسبب في انحدار المستوى الطبي.
شاهد أيضاً: مقاربة غريبة عجيبة.. ما بين سندويشة الفلافل والـ«دولار» ؟!