بعد إعصار دانيال.. وصل “إلياس”!
عقب “دانيال”، وصل “إلياس”، وهو المنخفض الجوي الجديد الذي ضرب اليونان في الساعات القليلة الماضية متسبباً بفيضانات أغرقت الطرقات والشوارع وسيول جرفت السيارات والمقتنيات.
العاصفة “إلياس” كما غيرها من العواصف والأعاصير، استوقف اسمها متصفحي المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ الكل يسأل عن سبب هذا الاسم ولماذا سُمّيت العاصفة إلياس بهذا الاسم؟
في الحقيقة، تحتفظ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) بقوائم أسماء متعاقبة ملائمة لكل حوض من أحواض الأعاصير المدارية.
وكما بات معروفاً، تعتبر تسمية العواصف والأعاصير بأسماء البشر بدلاً من الأرقام والمصطلحات التقنية، وسيلة سهلة لتسريع عملية التعريف عنها والإبلاغ عنها في وسائل الإعلام، والتحذير منها.
ومتى دام إعصار أو عاصفة أسبوعاً أو أكثر فتزامن مع أكثر من إعصار، عندها تكون الأسماء مختلفة تجنباً لأي لبس. وكل عام، تتلقى الأعاصير المدارية أسماء مرتبة أبجدياً.
بالتالي فإن تسمية العاصفة بـ “إلياس” بعد سابقتها التي حملت اسم “دانيال”، أمر منطقي إذ أن الحرف الأول في كلمة Elias يأتي بالترتيب الأبجدي بعد الحرف الأول في كلمة Daniel.
تابعنا عبر فيسبوك
في القديم، كانت الأعاصير والعواصف تحمل أسماء بعض القديسين مثل “سانت بول” و”سانت لويس” و”سانتا ماريا”، أو حتى أسماء السنوات أو المناطق التي يجتاحها الإعصار.
لكن هذا المفهوم لم يعد معتمداً، بالتالي لا علاقة لاسم العاصفة “إلياس” باسم القديس “مار الياس”.
في الواقع، أثبتت التجارب أن استخدام الأسماء القصيرة والمميزة في التبادل الشفهي وحتى المكتوب يقلل من الأخطاء مقارنةً بأساليب التعريف المعقدة القائمة على خطوط الطول والعرض.
وسعياً إلى وضع نظام تسمية أكثر تنظيماً وكفاءة، قرر أخصائيو الأرصاد الجوية تعريف العواصف بأسماء مستمدة من قائمة مرتبة أبجدياً.
ومن هذا المنطلق، فإن أول عاصفة تحدث في السنة تُمنح اسماً يبدأ بالحرف “A” مثل “Anne” على سبيل المثال.
لا تتغيَّر الأسماء المدرجة في القوائم إلا إذا بلغت حصيلة عاصفة أو إعصار ما من الوفيات أو التكاليف درجة تجعل من غير الملائم إعادة إطلاقها على عاصفة أخرى في المستقبل مراعاةً لمشاعر الضحايا.
وفي هذه الحالة، يُحذف الاسم المعني من القائمة ويُختار اسم بديل خلال الاجتماع السنوي للجان المعنية بالأعاصير المدارية في منظمة WMO.
لا تُسمى العواصف والأعاصير على اسم شخص معيَّن. وإنما تكون الأسماء المختارة هي أسماء مألوفة للناس في كل منطقة. وتُختار أسماء العواصف بما يسهِّل على الناس فهمها وتذكرها.
اسم “إلياس” هو اسم قديس واسم معتمد بكثرة عند تسمية الذكور لدى الطائفة المسيحية في لبنان.
إلا أنّ اسم العاصفة الحالية “إلياس” لا علاقة له بلبنان من حيث الاسم، لكن بحسب خبراء الأرصاد، وبعدما ضرب المنخفض الجوي اليونان بوابل من الأمطار مسببا بسيول مدمّرة وفيضانات أغرقت الطرقات والشوارع بخاصة في فولوس وجورارها، ستبدأ العاصفة في الانحراف نحو جنوب شرق تركيا السبت ليتأثر بها لبنان بعد ظهر الأحد ولغاية الثلاثاء المقبل.
شاهد أيضاً: قارة عملاقة تهدد البشرية بتغيرات “مخــيفة” !