لماذا لا تفتحون “جبهة الجولان” ؟!
سؤال يطرح بكثرة في الآونة الأخيرة خاصة بين أوساط “المعارضة لدمشق”، السؤال الذي يتم تداوله خلال أيّ حرب تشنها “إسرائيل” أو بعد كل عدوان على الأراضي السورية، لكن قبل الإجابة على هذا السؤال، دعونا نشرح الأمور بطريقة أوسع.
السؤال بشكل عام يتم طرحه من الطرف المعادي للدولة السورية، الذي يقدّم أمثلة واقعية عن طريقة التعامل مع “الكيان”، بدايةً من “إمارة إدلب”، والتي تربطها علاقة واسعة مع أمريكا و”إسرائيل”، البعض من قيادات المعارضة هناك أجرى لقاءات تلفزيونية علنية مع مسؤولين إسرائيليين، والبعض الآخر قام بزيارات علنية للأراضي المحتلة وأعلن نيته لإقامة علاقات دبلوماسية مع “تل أبيب” في حال النجاح بالوصول إلى السلطة و”كمال اللبواني” هو شاهد حي على هذه القصة.
المثال الثاني هو “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا، هي الإدارة من أول يوم تأسيسها أعلنت موقفها العلني المتضامن مع “إسرائيل”، بالإضافة إلى زيارة عدد كبير من الوفود الإسرائيلية شرق الفرات والعكس صحيح، بالإضافة إلى البضائع الإسرائيلية الموجودة داخل المراكز التجارية في مناطق “قسد”.
تابعونا عبر فيسبوك
المثال الثالث هو “السويداء”، فمنذ اليوم الأول للحراك، كان هناك تنسيق واضح وعلني بين قادة الحراك والإدارة الأمريكية، وعندما قرر الحراك إصدار موقف سياسي أعلن رجل الدين “حكمت الهجري” الجهاد ضد “القوات الإيرانية”، دون أي إشارة للقوات الأمريكية التي تحتل الأراضي السورية، وهي تحتل حقول النفط السورية وتسرقها بشكل يومي، ولم يأتي على ذكر الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا “لا من قريب ولا من بعيد”، وعندما بدأت معركة “طوفان الأقصى” غابت الشعارات المؤيدة لفلسطين عن الحراك.
أما من الجانب الإعلامي.. فكانت وسائل الإعلام التابعة للأمثلة السابقة بإدلب وشرق الفرات والسويداء تتعاطى مع ما يحدث داخل غزة من نظرة حيادية تميل لإظهار “المظلومية” الإسرائيلية، فكانت مصطلحات “إسرائيل.. جنوب إسرائيل.. الأراضي الإسرائيلية.. سكان إسرائيل.. حاضرة بقوة على هذه الوسائل، دون أيّ مراعاة لمشاعر الشعب الفلسطيني”.
وفي ذات الوقت كان هذا الإعلام مع نظيره العربي يحذر بشكل مكثف من امتداد الصراع داخل غزة لمناطق آخرى متل “جنوب لبنان” و”الجولان”، بمعنى أن هناك توجه واضح لرفض دخول أيّ طرف على خط الحــرب، وبمعنى أوضح كي يبقى السؤال “ليش ما بتفتحوا جبهة الجولان” هو شماعة لهذه الأدوات بهدف استفزاز “دمشق”، فيما قدّمت الأخيرة كل وسائل الدعم العسكري واللوجستي لفصائل غزة، من عتاد وتقنيات وتدريبكان حاسم بتغيير مجريات الوضع الميداني على الأرض وجعل الهجوم الأخير مباغت وناجح لأبعد الحدود، الدعم العسكري كان أيضأً مترافق مع دعم إعلامي وسياسي منقطع النظير
فيما كانت فيه المواقف العربية أقرب للحيادية، أما الموقف السوري حازم وحاسم من اللحظات الأولى لـ”طوفان الأقصى”.
شاهد أيضاً: لو لم تكن سنخلقها.. بالفيديو بايدن يتغنى بـ”مشروع قيام إسرائيل” ؟!