“الدعاية الإسرائيلية”.. هذا ما أنفق على مواقع التواصل للتأثير بالرأي العام ؟!
ينفق الاحتلال الإسرائيلي ملايين الدولارات على الحملات الدعائية المدفوعة في منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلقت حكومة الاحتلال حملة دعائية واسعة النطاق على الشبكات الاجتماعية الرقمية مُستهدفةً بشكل استراتيجي الدول الغربية، وذلك في جهدٍ مركّز لتشكيل رأي عام دولي مؤيد لحربه على قطاع غزّة المُحاصر بعد عملية “طوفان الأقصى”، وحشد الدعم اللازم لتبرير الرد العسكري والعقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني.
وتمثّلت استراتيجية الاحتلال بالإنفاق على عشرات الإعلانات التي تتضمن صوراً وحشية ومحتوى يستجدي التعاطف مع المستوطنين، كالإعلانات الرسومية المشحونة عاطفياً عبر منصات مثل “إكس” و”يوتيوب” وفقاً للبيانات التي استعرضتها “POLITICO”.
ولأكثر من أسبوع، عرضت وزارة الخارجية الإسرائيلية 30 إعلاناً تمت مشاهدتهم أكثر من 4 ملايين مرة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) وفقاً لبيانات المنصة.
وكانت مقاطع الفيديو والصور المدفوعة التي بدأت بالظهور في 12 تشرين الأول، تستهدف البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاماً في بروكسل وباريس وميونيخ ولاهاي، بحسب البيانات نفسها.
صوّرت هذه الإعلانات “الفصــ.ائل” على أنها “جماعة إرهــ.ابية شــ.ريــ.رة”، على غرار تنظيم الدولة، وعملت على إظهار حجم كبير وأنواع متعددة من الانتهاكات، بما في ذلك صور مروعة مثل صورة امرأة عارية هامدة في شاحنة صغيرة، كما انتشر مقطع فيديو مدفوع آخر تم نشره على “إكس” مع نص متناوب بين “د.ا.عــ.ش” و”الفصائل”، وفيه صور تحتوي على عنف، تتسارع تدريجياً حتى يتم دمج اسمي “المنظمتين الإرهــ.ابــ.يتين” وفق المقطع، في اسم واحد.
وعلى موقع “يوتيوب”، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكثر من 75 إعلاناً مختلفاً، بما في ذلك بعض الإعلانات المصورة بشكل خاص، تم توجيهها إلى الجمهور في الدول الغربية – بما في ذلك فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة – وتم بثها بُعيد هجوم 7 أكتوبر، وفقاً لقاعدة بيانات الشفافية الخاصة بغوغل.
تابعونا عبر فيسبوك
بدورها، كشفت صحيفة “لوتان” السويسرية إلى أن مقاطع فيديو دعائية إسرائيلية مدتها لا تتجاوز 30 ثانية تستهدف الولايات المتحدة و6 دول أوروبية، نُشرت عبر “يوتيوب” وتطبيقات الألعاب، تأتي على شكل إعلانات مدفوعة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتهدف إلى تأمين الدعم الشعبي في الخارج لإسرائيل من خلال ربط حركة المقــ.اومة بتنظيم الدولة، وتدعو إلى دعم “إسرائيل” ضد “الفصائل” وينتهي المحتوى برسالة “قف مع إسرائيل”.
يُشار إلى أنّها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها “إسرائيل” بشراء إعلانات داعمة لمواقفها، فخلال عدوانها على غزة عام 2021، أزالت “غوغل” من “يوتيوب” إعلاناً حكومياً إسرائيلياً عرض 40 ثانية من الصور لعواقب إطلاق صواريخ الفصائل لأنه اعتُبر “عنيفاً للغاية”.
وأشارت الصحفية صوفيا سميث، في حديث خاص بها على موقع “إكس”، إلى أن الحكومة الإسرائيلية أنفقت ما يقرب من 7.1 مليون دولار على إعلانات يوتيوب وحدها.
واستندت سميث في بياناتها إلى الأداة التحليلية “Semrush”، وهي عبارة عن منصة تقدّر النفقات على الحملات الإعلانية، إلى جانب مركز شفافية الإعلانات التابع لشركة غوغل.
وبحسب بحثها، استهدفت الحملة الدعائية الإسرائيلية بشكل صريح فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة من بين دول أخرى، إذ أصدرت ما مجموعه 88 إعلاناً في فترة قصيرة من 7 أكتوبر إلى 19 أكتوبر، ما يعني أن الدعاية موجهة بشدة نحو أوروبا، حيث تم توجيه ما يقرب من 50 إعلان فيديو باللغة الإنجليزية إلى دول الاتحاد الأوروبي.
في الوقت نفسه، تم عرض 10 و13 إعلاناً على التوالي للمشاهدين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وقد تم تخصيص مبلغ 1.1 مليون دولار لاستهداف المملكة المتحدة وحدها.
يذكر أن مقطع فيديو واحد قد حصد أكثر من 3 ملايين مشاهدة في 4 أيام فقط. ويشير التعمق في المقاييس إلى أن الحملة حققت انتشاراً هائلاً، بعد أن جمعت ما يقرب من مليار مشاهدة.
وكشف تحقيق سميث أيضاً عن سلوك مثير للقلق يمكن استخلاصه من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، فقد تظهر بعض مقاطع الفيديو وتختفي من مركز الإعلانات بشكل متقطع، مما يشير إلى انتهاكٍ محتمل لإرشادات إعلانات “يوتيوب”.
من جهتها، ذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن غوغل قامت بإزالة 30 إعلاناً من إعلانات الحكومة الإسرائيلية لأنها لم تمتثل لإرشاداتها، وتحتفظ الشركة بسياسات صارمة ضد الترويج للإعلانات التي تحتوي على لغة عنيفة، أو صور مروعة، وعلى الرغم من ذلك، فقد لوحظت دورة مستمرة لتحميل وتفعيل هذه الإعلانات الرسومية، على سبيل المثال، ادعى أحد الإعلانات المتكررة، أنه يصور تشريح جثة طفل إسرائيلي أُحرق حياً مما يشير إلى استخدام مجموعة واسعة من استراتيجيات التلاعب العاطفي، وتراوحت الإعلانات بين تصوير أشكال حادة من العنف، ومناشدة الآباء للتعاطف مع أولئك الذين قُتل أطفالهم خلال الهجمات على “إسرائيل” وغيرها.
شاهد أيضاً: وسط تحذيرات دولية.. “إسرائيل” تتوغل برياً في قطاع غزة ؟!