الجاكيت الشتوي يعادل عمل ثلاثة أشهر في طرطوس!
خاص – لونا شعبان
ما قبل 2010 ليس كما بعده .. على الأقل من ناحية شراء الملابس، والرحمة على سنواتٍ كان فيها التسوق عبارة عن عادة ضرورية يمكن للجميع تحقيقها حسب المقدرة، أمّا اليوم فالمقدرة كلها لا تستطيع إشباع حاجات الأسرة من اللباس.
ومع كل انتقال موسمي نلاحظ تغيّر كبير في الأرقام، فلم يعد باستطاعة المواطنين في طرطوس اللحاق بركب الأسعار وحفظ الحدود الدنيا لها؛ لأن الحدود العليا اليوم غير موجودة، (اصعد بالأرقام كما تشاء؛ يوجد الأعلى دائماً لدى أصحاب المحال ).
أسباب الازدياد
وعند سؤالنا عن سبب صعود الأسعار المفاجئ، يجيب “رامي العلي” موزّع جملة للمحال التجاريّة: “نحن اليوم أمام ارتفاع ثلاثة أضعاف سعر الشتاء السابق، والأسباب كثيرة أولها تضاعف سعر الصرف في مصرف سورية المركزي، حيث ازداد من 5650 ليرة سورية في العام الماضي إلى 12500 اليوم، فأصحاب المعامل والتجّار الذين يستوردون المواد الأوليّة تضاعفت الأسعار الواجب عليهم دفعها، بالتالي زادت كلفة الإنتاج، عدا عن الوقود الذي تعمل به هذه المعامل.
وبمقارنة سريعة نلاحظ أنّ الديزل اليوم يقارب 12000 بينما كان 3800 في الشتاء الماضي، ولا ننسى أجور المحلات التي يدفع ثمنها أصحاب المحال الصغيرة، بينما يعانون من ارتفاع متواصل في الأسعار من الرأس وحتى قاعدة هذا الهرم، بدون حسيب ولا رقيب على من هم أساس هذا الارتفاع، أي وبصريح العبارة نحن ندور في حلقة غير معروفة البداية ولا النهاية!
شكوى تجار صغار ومواطنين
وفي هذا الصدد تقول “أم سمير” صاحبة محل صغير في منطقة “بشبطة” في ريف صافيتا: “أنا أتعامل بالملابس الشعبية طبعاً؛ لأن الأفضل لا يستطيع أن يتحمّل ثمنه أيّ موظف أو عامل هنا، والأسعار ازدادت ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في الشتاء الماضي، وليس بيدي حيلة”.
تابعنا عبر فيسبوك
ماذا عن أسعار السّوق؟
وبالنظر إلى أسواق طرطوس نجد أن البنطال (الجينز) الذي كان سعره 70 ألف الشتاء الماضي أصبح اليوم ب 220 ألف ؛والحديث هنا عن الملابس الشعبية ذات الجودة الأقل من المتوسطة، أما بجامات الأطفال من عمر سنة إلى عمر ثلاث سنوات؛ أي تلك التي لا تتجاوز حجم الذراع ارتفعت من 45 إلى 120 ألف، أما عن عمر الثلاث سنوات وحتى العشرة رافقت سابقتها بالارتفاع من 55 ألف إلى 130 فأكثر!.
مواطنة تحاول إيجاد الدفء لطفليها في البالة
“أم محمد” امرأة تبحث عن جاكيت لابنها محمد في الصف الثامن؛ عجزتْ عن السوق وتضيف: “سألجأ إلى سوق البالة .. فهذه الأسعار ليست لنا؛ أحتاج الى 500 ألف على الأقل ثمناً لهذا الجاكيت؛ كيف سنكمل بقية هذا الشهر”.
وبالحديث عن “البالة” فهي الأخيرة نالت نصيبها من الارتفاع ولكنها تبقى أقل عبئاً على المواطنين في طرطوس.
ويُذكر أنّ مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس “نديم علوش” صرّح في حزيران الماضي أنّ مهنة البالة غير مرخصة قانوناً وغير منظمة، لافتاً إلى أنّ أسعار بعضها يضاهي الجديد، ولا يوجد توجّه وزاري بإغلاقها كونها مصدر عيش للكثير من الأسر وحاجة ماسة للكثير من المواطنين ولاسيما في هذه الظروف.
في حين يتمنى الأطفال أن يحصلوا على ملابس جديدة دافئة هذا الشتاء.. لم يستطع الأهالي سوى أن يقدّموا لهم بعض الملابس المستعملة من البالة على أمل أن تمنحهم الدفء الذي لم يستطيعوا توفيره في ظل ارتفاع أسعار الوقود، فليكن هذا الدفء ببعض الملابس.
شاهد أيضاً بعد استقراه لثلاثين يوماً.. ارتفاع جديد للدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية