“أنت تقاتل أشباح”.. “حرب الأنفاق” الجحيم الذي ينتظر جيش الاحتلال ؟!
مع تكرار الاحتلال “الإسرائيلي” تهديداته باجتياح بري واقتراب الإعلان الرسمي للعملية على قطاع غزة، مع تفشي حالة من التخبط والانقسام في صفوف مسؤولي وجيش الاحتلال، وسط كل ذلك يبرز تحدي أنفاق فصائل غزة كواحد من أبرز التحديات لقوات الاحتلال.
وذكر تقرير موسّع لوكالة “أسوشييتد برس” حول أنفاق الفصائل أنها تشكّل التهديد الأكبر المدفون عميقاً داخل الأرض الذي يواجه قوات الاحتلال.
وتشكّل هذه الأنفاق متاهة يصعب التعامل معها وتخفي في باطنها آلاف المقاتلين الذين يتربصون بأي محاولات من جنود الاحتلال للاقتراب من القطاع الساحلي المحاصر، وتخفي كذلك ترسانة صاروخية بنتها الفصائل طيلة سنوات.
وتنقل الوكالة عن جون سبنسر، الرائد المتقاعد في الجيش الأمريكي، أن الحال مع الأنفاق كمن يمشي وينتظر لكمة في وجهه في أي لحظة.
وتعتبر معارك الأنفاق تاريخياً من أصعب المعارك التي تواجهها الجيوش النظامية، إذ يمكن لمن يمتلك الأنفاق أن يختار المكان الذي ستبدأ فيه المعركة، وغالباً هو من يحدد كيف ستنتهي نظراً للفرص الوفيرة لنصب الكمائن وهو الحال الذي ينطبق على فصائل غزة.
تابعونا عبر فيسبوك
وينقل التقرير تصريحات قيادي في الفصائل قال فيها إن “الفصائل تمتلك أنفاقاً بطول 500 كيلومتر في القطاع الذي تبلغ مساحته حوالي 360 كيلومتراً مربعا فقط”.
وحاول الاحتلال تدمير هذه الأنفاق بالاستعانة بالقصف الجوي، لكن التقرير يشدد على أن القضاء على الفصائل بشكل كامل، سيتطلب تدميراً كاملاً لتلك الأنفاق، حيث إن بالإمكان أن يظهر مسلحو الفصائل فجأة خلف قوات الاحتلال أثناء تقدمها”، وهو ما حصل في موقع عسكري للاحتلال في مستوطنة “إيرز” أمس الأحد.
وينقل التقرير عن دافني باراك، الخبيرة في الحرب تحت الأرض، أن المزايا التكنولوجية التي يتمتع بها جيش الاحتلال ستختفي، ما يمنح عناصر الفصائل التفوق في حرب الأنفاق.
ويشير التقرير إلى أن وجود أكثر من 200 أسير لدى الفصائل يعقد من مسألة استهداف الأنفاق التي قد تؤدي إلى قتلهم.
وفي تصريحات لوزير حرب الاحتلال يوآف غالانت، فإنه توقّع أن يكون الهجوم البري صعباً، مضيفاً أن تفكيك شبكة الأنفاق الواسعة التابعة للفصائل “سيستغرق وقتاً طويلاً”.
ويقول أرييل بيرنشتاين، وهو جندي سابق شارك عدوان الاحتلال عام 2014 على غزة، إن الأنفاق كان لها تأثير مربك، لكون مقاتلو الفصائل كانوا يظهرون فجأة من العدم، مضيفاً: “أنت لا تراهم.. أنت تقاتل أشباحاً”.
شاهد أيضاً : صـ.ـاروخ بالخطأ أم استهداف الميناء ؟ انفـ.ـجار ضخم يهزّ مدينة حيـ.ـفا