تجار عرب يشترون الذهب السوري الموجود في سوق دبي !

خاص – نور ملحم

تنزع “وفاء” خاتمها الذهبي من إصبعها، لكن تعابير وجهها تتبدل حينما يعرض عليها صاحب محل المجوهرات بالكاد مليون ونصف تسأله بخجل “إلا يمكن أن تقدم لي سعراً أفضل، قبل أن توافق على السعر المقترح”.

«نبيع لنعيش»

بات الكثير من السوريين يبيعون مجوهراتهم ليتمكنوا من تأمين لقمة العيش ومع التدهور الاقتصادي الكبير الذي حصل في سوريا نتيجة التضخم وارتفاع الأسعار ونقص الخدمات بات سوق الذهب يزدهر من حيث الشراء من الزبائن فقط.

بالنسبة إلى السوريين، يتعلق الأمر ببيع المجوهرات لتوفير الغذاء للعائلة أما الأغنياء فيشترون هذا المعدن الثمين خوفاً من انهيار قيمة الليرة السورية أكثر.

في سوق الصاغة الواقع في منطقة الحريقة بقلب العاصمة السورية دمشق، تناقش شابة بغضب مع أحد التجار لبيع أقراطها الذهبية، يقول لها “إنه سيبتاعه منها مقابل 750 ألف ليرة عندما تقرر البيع، تغادر الشابة برفقة والدتها المحل لاعتقادها أنّ التاجر يستغل حاجتها للمال”.

اقتطع التضخم في سوريا زهاء ثلث القدرة الشرائية للسوريين، المعتادين على استقرار نسبي في الأسعار قبل الحرب، وبحسب خبراء الاقتصاد في دمشق، يشكل المعدن الأصفر وسيلة إدخار جيدة في وقت عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.

تابعنا عبر فيسبوك

«الذهب للإدخار»

رئيس الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات في دمشق “غسان جزماتي” يؤكد أن ارتفاع سعر الذهب يعود إلى الأوضاع السياسية الغير مستقرة في العالم.

ولفت في تصريح لـ “كيو بزنس” أنّ الناس يفضلون الذهب للإدخار، يخشون ارتفاعاً في سعر صرف الدولار وانخفاضاً في سعر صرف الليرة السورية، كما أن الذهب أسهل للحمل في حال اضطروا للمغادرة سريعاً، مبيناً أن حركة البيع تحسنت بالرغم من استمرار المواطنين ببيع ذهبهم.

وأشار جزماتي إلى أن التجار المصريون والعراقيون والسعوديون يشترون الذهب السوري الموجود في سوق دبي بسبب صعوبة شرائه مباشرة من سوريا، وفيما لو بدأ البيع المباشر في سوريا سينتعش سوق الذهب السوري كثيراً وسيتم شراء إنتاجنا الفائض بالكامل فضلاً عن زيادة حركة الفنادق والمطاعم.

«100 ورشة»

يذكر أنه يوجد حوالي “100” ورشة لصياغة الذهب والمجوهرات في مدينة دمشق بينما كان يتراوح عددها في بداية الأزمة بين 10 و12 ورشة فقط، وأنّ عدد الصاغة في المدينة وصل إلى أكثر من “1400” صائغ منذ بداية عام 2016 وحتى اليوم كما أن المعدل الوسطي للكميات المباعة من الذهب في دمشق بنحو “2” كيلو غرام يومياً و”600″ كيلو غرام سنوياً، وفي بقية المحافظات تصل الكمية إلى “1” طن وتزداد وتنخفض هذه الكمية من عام إلى آخر.

شاهد أيضاً: النفط السورية تزيد مخصصات البنزين للآليات