هل سوريا مهدّدة بالجفاف ؟!
أكّد رئيس الجمعية الفلكية السورية الدكتور محمد العصيري لـ “كيو ستريت” أنّ منطقتنا بشكل خاص تعاني من تداعيات الاحتباس الحراري الذي ترابط مع ظاهرة “النينو” هذا العام مما سبب ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، حيث سجل في عام 2023 وفق المنظمة العالمية للمناخ الاعلى حرارة بالتاريخ المسجل للأرصاد الجوية.
وبيّن أنّ كل هذه التداعيات هي ناتجة عن الاحتباس الحراري بالمرتبة الأولى والتي أصبحت نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون تفوق الـ 420 جزيء لكل مليون جزيء، بينما هو في الرقم الطبيعي 250 جزيء لكل مليون جزيء.
وأوضح أنّ هذه الزيادة الكبيرة رفعت درجة حرارة الأرض إلى 1.22 درجة عن معدلاتها، وهذا الارتفاع سبّب تسارع في ذوبان الجليد سبّب اضطرابات مناخية كبيرة جداً وتغير الفصول الأربعة وعدم الشعور فعلياً بفصلي الربيع والخريف.
تابعنا عبر فيسبوك
وتابع العصيري: وسبّب حرائق كبيرة في العالم وفيضانات وتغيرات مناخية كبيرة جداً في منطقتنا، مضيفاً أنّ منطقتنا تعتبر الأقل تأثراً مقارنةً بالدول ذات المساحات الكبيرة أو القريبة من القطبين، ولكن ظهر التأثير لدينا في ارتفاعات درجات حرارة عالية في الصيف وتأخر الامطار وقلة هطولها نسبياً.
ووفقاً للعصيري، أصبحت الأمطار في سوريا تهطل بكميات كبيرة ولكن بفترات متقطعة قصيرة أي أنه لم تعد الأمطار على كامل الشتاء بل أصبح الشتاء بارد جاف صحراوي ولكن بكميات أمطار تهطل بنسبة عالية جداً وهي أمطار بمعظمها سيلية أو تسبب بعض الفيضانات.
وأضاف أنّ هذا الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة وهذه الامطار بهذه الطبيعة تسبب للأسف الشديد نوع من أنواع الجفاف ونقص في المياه، وهذا الشيء طبيعي جداً مع ارتفاعات درجات الحرارة وزيادة التبخر دون تعويض ذلك الفاقد فيتسبب في حدوث الجفاف وهذا ما لمسناه فعلاً في عام 2023 من نسبة الجفاف المرتفعة في منطقتنا في سوريا أو لبنان أو حتى العراق بشكل كبير جداً، وبنفس الوقت لمسنا تغيرات في كمية الأمطار في ليبيا حيث حدث فيضانات كبيرة جداً.
وختم قوله: إذاً السبب والمحرك الأساسي لهذه التغيرات هي الاحتباس الحراري الذي حتى اليوم لم تأخذ الدول اي دور حقيقي وعملي لمواجهته، مضيفاً: “للأسف الشديد عام 2024 وعام 2025 لن يكونا أفضل من هذا العام إن لم يتخذ الإنسان أي إجراءات رادعة للحد من انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون في الجو، فإن لم يكن هناك إجراء حقيقي فنحن مقبلين على كوارث بيئية عالمية تشمل العالم كله، وهذه الكوارث قد تصبح ملموسة وأصعب كلما تأخرنا في اتخاذ الإجراءات المناسبة.