آخر الاخباررئيسيسياسة

أردوغان.. ذئبٌ يبكي تحت أقدام الراعي!

أوائل عام 2022.. اتصل أردوغان بالرئيس الإسرائيلي “إسحاق هرتسوغ” معزياً بموت والدته فقال له: «سمعت أشياء رائعة عن عملها الهائل عندما كانت السيدة الأولى لإسرائيل»!.

وبعد نحو شهرين استقبل الرئيس التركي نظيره الإسرائيلي استقبالاً مهيباً، حتى قيل إنه لم يسبق أن استُقبل مسؤول إسرائيلي في أي دولة أخرى بهذه الحفاوة منذ قيام دولة الاحتلال!.

يقال إن الحقيقة المرة خير من الخداع الناعم.. فقد كانت تركيا أول دولة مسلمة تعترف بـ«إسرائيل» بعد أقل من عام على نكبة 1948، وبالرغم من الاضطرابات بين الطرفين في أكثر من مرحلة إلا أن العلاقات الدبلوماسية لم تمت يوماً!.

وكان عام 2022 بداية علاج جراحات العلاقات بين تركيا و”إسرائيل”، بعد أن استنفد أردوغان كل فرصه لقيادة العالم الإسلامي عبر خطابات دينية وقومية لا تغني ولا تسمن من جوع.

وكان إحياء العلاقات مع “إسرائيل” ضمن سياسة تركيا الجديدة للخروج من حالة التأزم التي طبعت علاقات أنقرة في السنوات الأخيرة مع دول المنطقة، وأيضاً من أجل تبييض صفحة تركيا لدى قادة أمريكا.

وبينما كان نتنياهو يعد العدة لاستقبال أردوغان، فاض طوفان الأقصى، واندلعت حربٌ في الوقت السيء بالنسبة لتركيا، أعادت حفلة الشتائم التركية من جديد!.

تابعونا عبر فيسبوك

في بداية الحرب، حاول أردوغان التملّص من رفع نبرة الصوت في وجه “إسرائيل” حتى لا يخسر مكاسب عودة العلاقات، واتصل بالرئيس الإسرائيلي معزياً بسقوط مستوطنين قتلى في هجوم 7 أكتوبر، وحتى أنه انتقد هجوم فصائل غزة على مستوطنات الغلاف، لكن حملة الانتقادات من جمهور الرئيس المتدّين، مع تمادي جيش الاحتلال بارتكاب جرائم حرب في غزة أجبرت أردوغان على العودة إلى حفلة الشتائم.. شتائم فقط!.

نتائج التأزم الحالي بين تركيا و”إسرائيل” لم يطرأ عليها أي تعديل مقارنة بالتأزمات السابقة، فلم تتجاوز تدني مستوى التمثيل الدبلوماسي، أما القطيعة فهي غير موجودة في قاموس العلاقات التركية – الإسرائيلية.

لم يسبق حتى أن أثّرت عواصف السياسة على العلاقات الاقتصادية، وبقيت لغة الاقتصاد والمال سليمة، بل كانت تتعزز وتزداد في أكثر حفلات الشتائم ضراوة!.

أردوغان الرئيس يشبه بلده تركيا، الدولة الحائرة بين الشرق والغرب، حتى أضحت دولة بلا هوية واضحة، فجعلت من قادتها ثلة من المخادعين الذي يذرفون دموع التماسيح لأجل القاتل والضحية على حدّ سواء.. تارةً يبكون على “إسرائيل” لإرضاء الراعي الأمريكي، وتارةً يبكون على فلسطين لإرضاء الرأي العام العربي والإسلامي الراعي للقضية، طمعاً باستعادة أمجادٍ عثمانية أكل الدهر عليها وشرب!.

شاهد أيضاً: بوتين: المصدومون من القتلى في أوكرانيا.. أين هم من ضحايا غزة ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى