سرقة معدات أمريكية “حساسة” في سوريا والعراق !
كشف موقع “ذا انترسبت” الأمريكي، أن وثائق سرية كشفت أن عمليات سرقة طالت معدات عسكرية “حساسة” في القواعد العسكرية الامريكية في العراق وسوريا، مثل الصواريخ والطائرات المسيرة، وأن وزارة الدفاع البنتاغون قد لا تكون ملمة تماماً بحجم ما جرى.
الموقع الأمريكي، وفي تقرير له تحدث عن وقائع سرقة طالت مواقع عسكرية أمريكية في العراق وسوريا، مشيراً إلى أن تحقيقات أمريكية بدأت في وقت سابق من العام الحالي، تشير إلى أن العديد من المعدات والأسلحة الحساسة، بما فيها صواريخ موجهة وطائرات مسيرة، سرقت في العراق.
ولفت التقرير إلى أن ذلك يأتي في وقت سجلت فيه سرقات تتعلق بمئات آلاف الدولارات من المعدات العسكرية المخصصة للقوات الامريكية في العراق وسوريا ما بين عامي 2020 و2022.
وأوضح التقرير أن “القواعد الامريكية في العراق وسوريا موجودة في اطار تنفيذ مهام ضد تنظيم الدولة، إلا أن الخبراء يقولون أيضاً أنها تستخدم لمراقبة إيران”، مضيفاً أنه “منذ اندلاع القتال بين الكيان المحتل وحركة حماس، تعرضت هذه القواعد لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، في إطار حرب غير معلنة بين الولايات المتحدة وإيران والفصائل الموالية لها”.
وبعدما لفت التقرير إلى تأكيدات وزارة الدفاع البنتاغون بأنه ليس لدى الرئيس جو بايدن أولوية أكثر أهمية من حماية حياة الجنود الأمريكيين في الميدان، تساءل الموقع الأمريكي بعدما حصل على الوثائق السرية، كيف بإمكان الولايات المتحدة حماية جنودها طالما هي لا تستطيع تأمين معداتها العسكرية من السرقة.
ونقل التقرير عن المديرة في “مشروع كلفة الحرب” في جامعة براون، ستيفاني سافيل قولها “نحن لا نميل إلى التفكير بشكل نقدي بما فيه الكفاية حول التأثيرات المتتالية لهذا التواجد العسكري الأمريكي المكلف”، مضيفة أن “ما يسمى الحرب على الإرهاب لم تنته بعد، بل تغيرت. وبإمكاننا ان نفهم سرقات الأسلحة هذه باعتبارها مجرد إحدى التكاليف السياسية العديدة لتلك الحملة المستمرة”.
وكشف التقرير عن العثور على تفاصيل حول السرقات التي جرت في العراق، والتي لم يعلن عنها الجيش الأمريكي نهائياً، في ملفات التحقيقات الجنائية التي تم الحصول عليها من خلال “قانون حرية المعلومات”.
وأوضح التقرير أنه تم إبلاغ المحققين العسكريين في شباط الماضي، بأن 13 طائرة تجارية مسيرة، قيمتها حوالي 162.500 دولار، قد جرت سرقتها من منشاة أمريكية في مدينة أربيل، في وقت ما من العام الماضي، إلا أن المحققين لم يحددوا أي مشتبه بهم.
وأشار التقرير إلى تحقيق منفصل تحدث عن أن “العديد من الأسلحة والمعدات الحساسة” بما في ذلك معدات للرؤية وقاذفات صواريخ “جافلين” الموجهة عن الكتف، قد تمت سرقتها من قاعدة العمليات الامامية “يونيون-3” في بغداد، او بينما كان يتم نقلها إلى القاعدة، حيث قدرت الخسائر التي تكبدتها الحكومة الأمريكية بحوالي 480 الف دولار”.
وبحسب التقرير، فإن المحققين لم يخلصوا إلى أن السرقات كانت عملا داخليا، حيث قال التحقيق أنه “لم تعرف مشاركة أي موظف أمريكي”.
وفي المقابل، يعتقد المحققون أن السكان المحليين هم المشتبه بهم.
تابعنا على فيسبوك
ولفت التقرير أن الوثيقة تظهر أن “منظمات إجرامية عراقية والميليشيات تستهدف قوافل وحاويات الأسلحة والمعدات”.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير الوثيقة لوجود مشكلات تتعلق بسرقة الحاويات الأمريكية من قبل هذه الجماعات والمواطنين المحليين خارج القاعدة “يونيون-3” بسبب انعدام الأمن.
وكان الموقع الأمريكي كشف في وقت سابق من العام الحالي، عن 4 سرقات كبيرة على الأقل وحادثة خسارة واحدة للأسلحة والمعدات الأمريكية في العراق وسوريا من العام 2020 إلى العام 2022، بما في ذلك قنابل شديدة الانفجار عيار 40 ملم، وقذائف خارقة للدروع، وأدوات ومعدات مدفعية ميدانية متخصصة، وأدوات “أنظمة تسليحية” غير محددة.
وبحسب التقرير فإن “اثنين من هذه الحوادث جرت وقعت في قواعد في سوريا، وثلاثة في العراق. لم تحدث أي من تلك السرقات في قاعدة العمليات الأمامية يونيو 3”.
وأشار التقرير إلى أن عدد السرقات التي وقعت غير معروف، وربما حتى للبنتاغون، مضيفاً إنه بعد اكثر من شهرين، لم تقدم كل من قوة المهام المشتركة التابعة لعملية “العزم الصلب”، والقيادة المركزية الأمريكية، أي ردود على أي من أسئلة الموقع الأمريكي حول سرقات الأسلحة هذه في العراق وسوريا.
واعتبر التقرير أن السرقات والخسائر التي كشف عنها الموقع الأمريكي هي مجرد أحدث مشاكل المحاسبة المتعلقة بالأسلحة التي يعاني منها الجيش الأمريكي في العراق وسوريا.
وذكر في هذا الإطار، بتحقيق أجراه المفتش العام للبنتاغون في العام 2017 ، خلص إلى أن 20 مليون دولار من الأسلحة في الكويت والعراق كانت “عرضة للفقدان أو السرقة”، كما أن مراجعة أجريت في العام 2020 كشفت أن القوات الأمريكية التي تعمل مع “حلفاء” أمريكا السوريين، لم تحسب بشكل دقيق 715.8 مليون دولار من المعدات المشتراة لهؤلاء الوكلاء المحليين.
شاهد أيضاً: هل تغير الحرب في غزة السياسة الإقليمية ؟!