منطقة عازلة في غــ.زة.. ما حقيقة ذلك ؟!
كشفت مصادر مصرية وإقليمية لرويترز إن “إسرائيل” أبلغت عدة دول عربية برغبتها في إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة لمنع أي هجمات مستقبلية عليها في إطار مقترحات بشأن القطاع في مرحلة ما بعد الحرب.
وذكرت 3 مصادر إقليمية أن “إسرائيل” أبلغت جارتيها “مصر والأردن”، إلى جانب “الإمارات” التي طبعت العلاقات معها في عام 2020، بهذه الفكرة.
ولفتت المصادر إلى أن “هذه الفكرة طُرحت أيضا على السعودية التي لا تربطها علاقات مع “إسرائيل”، وأوقفت مساعي التطبيع معها بوساطة أمريكية بعد اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول”.
ولم توضح المصادر كيف وصلت المعلومات إلى الرياض التي ليس لديها قنوات اتصال رسمية مباشرة مع “إسرائيل”، وقالت المصادر إن “تركيا أُبلغت كذلك بهذه الخطط”.
ولا تشير المبادرة إلى قرب نهاية الهجوم الإسرائيلي الذي استؤنف يوم الجمعة بعد هدنة استمرت 7 أيام لكنها تظهر أن إسرائيل تتواصل مع دول أخرى غير الوسطاء العرب المعروفين، مثل مصر أو قطر، في سعيها لتحديد الوضع في غزة في فترة ما بعد الحرب.
ولم تعبر أي دولة عربية عن استعدادها لإدارة غزة في المستقبل وندد معظمها بشدة بالهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألفاً ودمر مساحات واسعة من المناطق الحضرية في القطاع.
وقال مسؤول أمني إقليمي كبير، وهو أحد المصادر الثلاثة التي طلبت عدم الكشف عن جنسياتها “إسرائيل تريد إقامة هذه المنطقة العازلة بين غزة و”إسرائيل” شمالاً إلى الجنوب لمنع أي تسلل أو هجوم عليها من جانب حماس أو أي مسلحين آخرين”.
تابعونا عبر فيسبوك
ولم ترد حكومات مصر والسعودية وقطر وتركيا على طلبات للتعليق حتى الآن ولم يتسن الاتصال بمسؤولين أردنيين للتعليق.
ولم يرد مسؤول إماراتي بشكل مباشر عندما سئل عما إذا كانت أبوظبي قد أُبلغت بشأن المنطقة العازلة، لكنه قال إن بلاده ستدعم أي ترتيبات مستقبلية لمرحلة ما بعد الحرب تتفق عليها جميع الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار وإقامة دولة فلسطينية.
ورداً على سؤال عن فكرة إقامة منطقة عازلة، قال أوفير فولك مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” للسياسة الخارجية في تصريحات لرويترز “الخطة تحمل تفاصيل أكثر من ذلك.. إنها تقوم على عملية من ثلاثة مستويات لليوم التالي “للقضاء على” حماس”.
وفي معرض توضيحه لموقف الحكومة الإسرائيلية، قال إن “المستويات الثلاثة تشمل تدمير حماس ونزع سلاح غزة والقضاء على التطرف في القطاع”.
وأضاف “المنطقة العازلة قد تكون جزءاً من عملية نزع السلاح”.
ورفض تقديم تفاصيل عندما سئل عما إذا كانت هذه الخطط قد أثيرت مع شركاء دوليين، منهم دول عربية.
وترفض الدول العربية هدف “إسرائيل” المتمثل في القضاء على حماس ووصفته بأنه مستحيل قائلة إن الحركة الفلسطينية أكثر من مجرد قوة مسلحة يمكن هزيمتها.
وأشارت “إسرائيل” في الماضي إلى أنها تدرس إقامة منطقة عازلة داخل غزة، لكن المصادر قالت إنها “تعرضها الآن على الدول العربية في إطار خططها الأمنية المستقبلية لغزة.. وانسحبت القوات الإسرائيلية من القطاع في عام 2005”.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إن “إسرائيل” طرحت فكرة المنطقة العازلة دون أن يحدد الجهة التي طرحتها عليها، لكن المسؤول أكد مجددا معارضة واشنطن لأي خطة من شأنها تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية.
وعبرت الأردن ومصر ودول عربية أخرى عن مخاوفها من طرد “إسرائيل” للفلسطينيين من غزة في تكرار لمصادرة الأراضي من الفلسطينيين عند إعلان قيام دولة “إسرائيل” عام 1948.. وتنفي الحكومة الإسرائيلية أي هدف من هذا القبيل”.
وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير إن “فكرة المنطقة العازلة “تجري دراستها” مضيفا “ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى عمقها (المنطقة العازلة) وما إذا كانت قد تصل إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين أو مئات الأمتار (داخل غزة)”.
ومن شأن أي توغل في قطاع غزة الذي يبلغ طوله نحو 40 كيلومتراً ويتراوح عرضه بين خمسة كيلومترات و12 كيلومترا أن يؤدي لمحاصرة سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في منطقة أصغر.
شاهد أيضاً: قنابل أمريكية من العيار الثقيل على غزة؟!