في ظل عمليات باب المندب.. ما مصير الاقتصاد العالمي ؟!
لجأت 4 من أكبر 5 شركات شحن حاويات في العالم منذ 15 كانون الأول، وهي “ميرسك” و”أم أس سي” و”هاباغ ليود” و”سي أم أيه سي جي أم”، إلى إيقاف أو تعليق خدماتها في البحر الأحمر، وهو الطريق الذي يجب أن تمر عبره حركة المرور من قناة السويس.
وقد حصل ذلك بسبب التصعيد على السفن الناقلة للشحنات العالمية في باب المندب، ما أثار تساؤلات عن مدى تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي، وقناة السويس المصرية.
وتمثل هذه الشركات الأربع مجتمعة 53% من تجارة الحاويات العالمية، إلا أن الشركات الأصغر لنقل الحاويات قد تحذو حذوها، بحسب مجلة “إيكونوميست”.
وباب المندب، هو مضيق ضيق بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وهو منفذ البحر الأحمر إلى المحيط الهندي، و”يتدفق من خلاله عادة من 12 إلى 15 في المئة من حجم التجارة البحرية التي تمثل 85 في المئة من إجمالي التجارة العالمية”، بحسب النحاس.
والأحد، قال رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، في بيان، إن حركة الملاحة بقناة السويس منتظمة، وإن الهيئة تتابع عن كثب التوترات الجارية في البحر الأحمر وتدرس مدى تأثيرها على حركة الملاحة بالقناة في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية عن تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وتقول صحيفة “إيكونوميست” إنه “في مواجهة المخاطر المتزايدة المتمثلة في إصابة السفن بالشلل ومقتل أطقمها، تتحول صناعة الشحن العالمية إلى وضع الطوارئ”.
ويعد المضيق أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحرا، خاصة النفط الخام والوقود من الخليج المتجه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد، بالإضافة إلى السلع المتجهة إلى آسيا، بما في ذلك النفط الروسي.
تابعونا عبر فيسبوك
ويبلغ عرض باب المندب 30 كيلومتراً في أضيق نقاطه، مما يجعل حركة الناقلات صعبة ومقتصرة على قناتين للشحنات الواردة والصادرة، تفصل بينهما جزيرة بريم.
وترى “إيكونوميست” أن هذه الهجمات سيكون لها تداعيات كبيرة أهمها ما يتعلق بالتأثيرات على الاقتصاد العالمي ودول إقليمية، ومخاطر التصعيد العسكري في الشرق الأوسط.
وتعد إيرادات قناة السويس مصدر دخل رئيسي لمصر خاصة من العملة الصعبة، فيما تعاني البلاد بالفعل من أزمة مالية حادة.
أما الاحتلال، فسيتأثر أيضاً، إذ يمر نحو 5% من تجارتها عبر ميناءها على البحر الأحمر، إيلات.
وبالنسبة للاقتصاد العالمي، فإن الإغلاق المطول لقناة السويس من شأنه أن يرفع تكاليف التجارة مع إعادة توجيه الشحن حول أفريقيا، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف، إذ ستضطر السفن للإبحار لوقت أطول، كما سترتفع تكاليف التأمين في هذه الحالة.
وحتى إغلاق قناة السويس لأيام معدودة قد يؤثر على حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمدادات، إذ لا يزال العالم يتذكر، أزمة جنوح سفينة “إيفر غيفن” عام 2021، مما أدى لإغلاق القناة لستة أيام، وأحدث أزمة في سلسلة التوريد العالمية.
وأشار رئيس هيئة قناة السويس، الأحد، في هذا الصدد إلى تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 تشرين الثاني وحتى اليوم، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة.
شاهد أيضاً: شركات الشحن الكبرى تقاطع البضائع الإسرائيلية ومرفأ « إيلات» شبه معطل!