خطوة خطيرة تقوم بها “قسد” في الشرق السوري.. ماذا يعني “العقد الجديد” ؟!
بعد عدة جلسات ونقاشات ضيقة شملت الأحزاب السياسية والتكتلات المنضوية تحت عباءة “قسد”، أصدر “المجلس العام في الإدارة الذاتية” ما أسماه بـ”العقد الاجتماعي”، والذي يشبه الدستور الخاص بالمدن والمناطق التي تقع ضمن مناطق سيطرة “قسد”.
وضم “العقد الاجتماعي” الجديد أربعة أبواب مفصلة موزعة ضمنها 134 مادة.
حيث يشير الباب الأول إلى المبادئ الأساسية، والباب الثاني إلى الحقوق والحريات الأساسية، والثالث إلى النظام المجتمعي، والرابع إلى أحكام عامة.
وبحسب “العقد الاجتماعي” فإنه يتبع لـ”إقليم شمال شرق سوريا”، وهي التسمية الجديدة التي تم الاستعاضة عنها بتسمية “الإدارة الذاتية” ثلاثة مجالس هي “التنفيذي – والشعوب الديمقراطي – والعدالة الاجتماعية “، كما تتبع له مقاطعات “الرقة – الجزيرة – الطبقة – منبج – دير الزور – الفرات – عفرين والشهباء”.
ويأتي “العقد الاجتماعي” الجديد كصيغة إدارة مفصلة وموسعة بشكل أكبر من صيغة “الإدارة الذاتية”، التي قامت بتشكيلها عام 2014 وحدات “الحماية الكردية”، التي سيطرت آنذاك على مناطق واسعة من شمال محافظة الحسكة ولتتوسع السيطرة خلال السنوات التي تليها بعد تحالفها مع القوات الأمريكية وقوات أجنبية أخرى، وتسيطر على محافظتي الحسكة والرقة بشكل شبه كامل وريف دير الزور وأجزاء من ريف حلب، وتضع يدها على غالبية موارد سوريا الطبيعية من نفط وغاز وحبوب وسدود ومياه وكهرباء .
تابعونا عبر فيسبوك
وبحسب مراقبين فإن “العقد الجديد” لا يحظى بقبول من غالبية المكونات المجتمعية الموجودة في المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، كونه يرسخ سياسة التهميش المتعمد لاسيما لمكونات العرب الذين يشكلون الغالبية العظمى لأهالي هذه المناطق.
كما لا يحظى على مستوى سوريا بأي شرعية قانونية، فيما لا تزال المناطق التي تسيطر عليها “قسد” ووفقاً للأعراف الدولية مناطق تابعة لسوريا، وبالتالي فإنه في حال الرغبة بإقامة واقع سياسي جديد على بعض مناطقها يجب إجراء استفتاء شعبي لأبناء الشعب السوري كاملاً، ووفق النظام الجمهوري المعمول به في سوريا، بحسب المراقبين.
ولفت المراقبون إلى أن “العقد الجديد” وما يتضمنه من بنود وتفاصيل، يعطي “قسد” صلاحية واستقلالية تامة في مناطق سيطرتها عن الدولة الأم سوريا، بدءاً من تسمية نفسها بـ”إقليم شمال وشرق سوريا” وصولاً إلى تعريفه بأنه إقليم يتبع لما يسمى بـ”الجمهورية السورية الديمقراطية اللامركزية”.
شاهد أيضاً : زيلينسكي والدور المنتهي في أوكرانيا.. روسيا لن تكتب المشهد الأخير ؟!