“كاميرا”.. الإعلام كما تريده “إسرائيل” ؟!
الولايات المتحدة موطن 51 منظمة ضغط مختلفة مؤيدة لإسرائيل، تتراوح أحجامها بين الضخمة التي يتجاوز عدد أعضائها 100 ألف، مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيباك)، والصغيرة التي يبلغ عدد أعضائها العشرات.
وبين هذه وتلك توجد “لجنة الدقة في إعداد التقارير عن الشرق الأوسط في أمريكا”، وهي المسؤولة عن الضغط على وسائل الإعلام الأمريكية والتحكم بخطوطها التحريرية عند تغطية القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي
قادت الآلة الإعلامية الغربية في حرب غزة
وكرّست مفهوم “الدفاع عن النفس” الإسرائيلي ومعاداة السامية لمن يؤيد الحق الفلسطيني
“كاميرا”.. الإعلام كما تريده «إسرائيل» ؟!
تأسست منظمة “كاميرا” عام 1982 بهدف الرد على الطريقة التي غطت بها صحيفة واشنطن بوست التوغل الإسرائيلي في لبنان.
الصحيفة انتقدت حينها وحشية إسرائيل بحق المدنيين لكن ذلك لم يعجب جماعة الضغط في أمريكا، لتنطلق بعدها المنظمة في تأسيس خطاب إعلامي غربي شامل يؤمن الدعم لإسرائيل وأمريكا على حدٍ سواء.
احتكرت اللجنة صفحات الإعلانات في الصحف الكبرى، ونظمت المظاهرات ضد المؤسسات الإعلامية التي تخالف توجهها، كما حجبت الدعم المالي عن كل وسيلة إعلامية لا تتماشى مع أفكارها.
تابعونا عبر فيسبوك
الضغط على وسائل الإعلام العالمية
مديرة المنظمة “أندريا ليفين” كشفت أنه لدى المنظمة عشرات آلاف الأعضاء مدفوعي الأجر والآلاف من كتّاب الرسائل النشطين.
يرصد الفريق كل منشور لا يتّسق مع الرواية المرغوبة وتحديد مصدره، ويجري التنسيق بين الآلاف من الأعضاء لإغراق صندوق البريد الخاص بمحرر الوسيلة وكاتب المادة الصحفية بآلاف الاتهامات والرسائل النقدية، والتهديدات في بعض الأحيان.
كما حصل مع “إيسون جوردان” مدير قناة “سي إن إن” عام 2002 بعد تصريحات له مناهضة لـ”إسرائيل”.
رسم الخيوط التحريرية لوسائل الإعلام الغربية
لم تكن ” نيويورك تايمز” الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تأثرت سياستها التحريرية كثيراً بضغوطات منظمة “كاميرا” عندما يتعلق الأمر بتغطية القضية الفلسطينية.
العديد من الانتقادات وجهت لوكالة “رويترز”، حيث قللت في السابق من التهديد الذي تتعرض له “إسرائيل” أو شوهته في مئات من المقالات التي تجمّل الأهداف الفعلية لفصائل القطاع.
في سياق الحرب “الإسرائيلية” الجارية على غزة، نشرت المنظمة على موقعها مدونة تنتقد فيها تقريراً أعدته وحدة تدقيق المعلومات في وكالة “أسوشييتد برس” حول مجزرة المستشفى المعمداني، التي وقعت يوم السابع عشر من تشرين الأول الماضي.
هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أحالت ستة صحفيين لديها للتحقيق، على خلفية منشورات قالت “كاميرا” إنها “تحتفي” بهجوم الفصائل على مستوطنات غلاف غزّة.
قادت المنظمة جهود إظهار إيلون ماسك “معادي للسامية” بسبب تعاطفه مع الفلسطينيين في حرب غزة، وضغطت على كبرى الشركات العالمية لإيقاف إعلاناتها على منصة إكس التي يملكها ماسك. وبعد ذلك يخرج الغرب ليتغنى بحرية الإعلام في بلاده.
شاهد أيضاً : “نصر مقزز”.. اليمين في البرلمان الفرنسي تعلو كلمته بقانون جديد ؟!