سوريا في نهاية نفق الحرب.. ما علاقة أوكرانيا وما هو دور الإمارات ؟
نشر الإعلامي اللبناني سامي كليب مقالة على موقعه الخاص، تحدث فيها عن معطيات، تشرح ما يدور في المنطقة، وعن علاقة وتأثير سوريا في ذلك.
واعتبر كليب أن الحرب السورية في طريق الانتهاء، بل أصبحت أمراً واقعاً بعد اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، ما يجعل القيادة السورية تتجه نحو إعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد بالاعتماد على الصين والإمارات ودول أخرى.
واستند كليب في تقديم رؤيته على التاريخ، من ناحية أن اندلاع حرب في منطقة جغرافية، ينهي أخرى اندلعت قبلها، وضرب مثالاً على ذلك، بانتهاء الحرب اللبنانية عندما بدأت حرب صدام في الكويت.
تابعنا عبر فيسبوك
وأشار الإعلامي إلى التوجه الإماراتي نحو سوريا، موصفّاً الأمر بأنه “كوة كبيرة في جدار الموقف العربي حيال دمشق”، ستكون له انعكاساته على الأرض السورية لاحقاً، خصوصاً أن الإمارات ومعها السعودية ما عادتا تعيران اهتماماً للغضب الأمريكي.
وفي اتجاه آخر مرتبط بالكلام السابق، وبالنظر إلى الهدنة المستجدة في اليمن، تحدث كليب عن دور للرئيس الأسد في تقريب وجهات النظر بين الأطراف في حرب اليمن، بالاستفادة من العلاقة الجيدة مع الإيرانيين وحلفائهم في المنطقة.
وأضاف أن الذاكرة تعود إلى الفترة، التي لعب فيها الرئيس الراحل حافظ الأسد دور الوساطة بين الخليج وإيران، والتي يعود تمثيلها اليوم، من خلال تكريس العلاقات السورية – الإيرانية حالياً، في ضمان أمن الخليج، وفي إنهاء الحرب اليمن ورفع الحصار عن شعبه.
في مقابل ذلك، رأى الإعلامي اللبناني أن الإمارات يمكن أن تلعب دوراً سياسياً واقتصادياً في الملف السوري، من خلال علاقتها المتطورة مع “إسرائيل”، ومن ناحية التقارب الكبير بين دمشق وأبوظبي.
وقال كليب في هذا المجال إن الإمارات يمكن أن تسهم في تهدئة الجبهات، بما قد يساعد إلى استثمار الغاز في البحر الأبيض المتوسط، عبر علاقة الإمارات المتساوية مع جميع الأطرف في المنطقة.
وأضاف: “الرهان السوري كبير على الامارات والصين بطبيعة الحال، لكن الخطط والمشاريع التي تعمل عليها الإدارة السورية حالياً متعدّدة، ستبدأ بالظهور قريباً في مجالي الطاقة والكهرباء، وسيُصار الى تعزيز الاستثمارات في مجالات الطاقة المُتجدّدة.
ولفت كليب في مقالته إلى أن النهاية الحقيقية للحرب السورية تفترض خروج الأمريكي والتركي، وهو الأمر الذي أصبح واقعاً أكثر بعد حرب أوكرانيا، فالأمريكي غير قادر على تثبيت أقدامه على أرض هشة، والمعطيات تشير إلى احتمال حدوث اتفاق مباشر أو غير مباشر بين تركيا وسوريا لتطويق حلفاء الأمريكيين في الشرق السوري.
من ناحية العلاقات العربية مع سوريا، توقع أن تشهد الأيام القادمة انفراجات عربية جديدة تساعد سوريا اقتصادياً، مشيراً إلى احتمال تبادل زيارات عالية المستوى بين سوريا والجزائر، أو ربما قمة بين الرئيسين، لا سيما أن الرئيس عبد المجبد تبون يتبنى موقفاً مؤيداً لعودة سوريا إلى الجامع العربية.
وفي نهاية المقال، قال كليب إن سوريا باتت فعلاً في آخر نفق الحرب، فالكلام عن تسوية مع المعارضة لم يعد يلقى الكثير من الأصداء في دمشق، فالدولة السورية أصبجت تتعامل كأنها ربحت الحرب العسكرية، وتربح الآن الحرب الاقتصادية، مع استمرار المصالحات في الداخل.
وختم بتساؤل: “هل التفاؤل في محلّه؟” مجيباً بربما مع انصراف الدول الغربية عن سوريا بحرب أكثر خطورة عند تخومها، وأضاف: “هذا بالضبط ما يجعل التفاؤل السوري أقرب إلى الواقعية، لكنه تفاؤل يحتاج الى أن يلمسه الناس في لقمة عيشهم وحياتهم ورواتبهم في أقرب فرصة”.
شاهد أيضاً: عودة سوريا إلى الجامعة العربية تطبخ على نارٍ روسية هادئة