وسط معاناة الأهالي.. أمريكا تبارك مشروع “قسد” ؟!
في ظل استمرار معاناة حوالي مليون مواطن سوري من أهالي مدينة الحسكة ورفها، وحرمانهم من مياه الشرب نتيجة التوقف المتكرر لمحطة “علوك”، جاءت المباركة من السفارة الأمريكية لمشروع “قسد” المتعلق بجر المياه من الفرات إلى الحسكة، والذي لم ير أهالي المدينة نتائجه إلا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
المشروع الذي نفذته “قسد” بدعم مالي كبير من قبل ما يسمى “هيئة التنمية الأمريكية”، والذي انتهى تنفيذه منذ عام لم يبصر النور إلا بشكل تجريبي لعدة مرات، تم خلالها ضخ المياه فيه لأحياء محددة ولعدة ساعات فقط، ليعاود التوقف مجدداً وذلك لأسباب عدة أهمها: طول مسافة جر المياه التي تبلغ نحو 100 كم، إضافة إلى توزيع عدة محطات ضخ على طول الخط والتي غالباً ما تتوقف لحدوث أعطال أو لسرقة معداتها أو لعدم توفر وقود تشغيلها.
كما أن المشروع في الحقيقة والذي لم يستفد منه الأهالي، سبقته عدة مشاريع لـ”قسد” بحسب ما قالته مصادر ميدانية لمراسل “كيو ستريت”، والتي تعكس “ضعف الواقع الإداري وسوء التخطيط والفساد الذي ينخر بمؤسساتها”، وذلك عبر صرف مبالغ طائلة لمشاريع “بدون جدوى” مسبقاُ.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضافت المصادر، أن “المشاريع كانت بدون جدوى، ومنها مشروع حفر مجموعة آبار في منطقة الحمة غرب مدينة الحسكة، وتشغيل محطة ضخها الذي نفذ منذ ثلاثة أعوام ولكن لم يستفد الأهالي من مياهه، كون الآبار التي حفرت كانت ذات استطاعة ضخ منخفضة جداً تنتج مياه ذات جودة سيئة، ولم يضخ للأهالي إلا في مرحلته التجريبية ليعاد إغلاق المشروع وتوقفه لاحقاً”.
وكانت “قسد” أعلنت عن إقامة مشروع لجر المياه إلى مدينة الحسكة خلال الصيف الفائت، عبر حفر عدة آبار في منطقة ريف عامودا على أن ينتهي المشروع بشكل كامل خلال فترة عشرة أشهر، ولكن بحسب المعلومات الأولية فإنها لم تباشر به باستثناء تحديد موقع حفر الآبار “غير مكترثة” بمعاناة الأهالي، وعدم توفر أبسط مقومات الحياة في مناطق انتشارها، بحسب ما قالته المصادر.
ولاتزال معاناة أهالي مدينة الحسكة مستمرة منذ العام 2019، عندما دخلت القوات التركية إلى مدينة رأس العين التي تتواجد فيها محطة مياه “علوك”، ومنذ ذلك الحين والمحطة متوقفة عن العمل طيلة أيام السنة تقريباً، حيث يعتمد الأهالي على شراء المياه التي تباع عبر الصهاريج الخاصة والتي تستغل حاجة الأهالي للمياه لترفع من وقت لآخر سعره، حيث وصل آخر سعر لكمية 5 براميل من المياه بنحو 40 ألف ليرة سورية ضمن أحياء وسط مدينة الحسكة.
شاهد أيضاً : مسؤول روسي يحذر: دمشق قد تنجر إلى الحرب !