بداية جديدة لـ”اليونايتد”.. هل ينجح راتكليف في تضميد جراح النادي الإنكليزي ؟!
أنهى جيم راتكليف أخيراً معضلة ملكية النادي التي دامت طويلاً بعد أن حصل على حصة قليلة من النادي، وعلى الرغم من أن الصفقة لن تمنح المشجعين استراحة يرغبون فيها من أداء عائلة غليزر التي لا تحظى بشعبية لديهم، إلا أنها تشير إلى بداية جديدة للنادي المنافس في الدوري الإنكليزي الممتاز.
تابعونا على الفيسبوك
الصفقة جاءت بعيدة كل البعد عن عملية الاستحواذ المتوقعة في البداية مقابل مليارات الدولارات لكن المشجعين سيرحبون بمساهمة راتكليف وهم يتطلعون لاستعادة ناديهم لموقعه عند قمة كرة القدم الإنكليزية والأوروبية.
سيستثمر راتكليف 300 مليون دولار بهدف تحديث البنية الأساسية المتهالكة للنادي التي تدفع جماهير الفرق الزائرة التي غالباً ما تغرقها المياه المتدفقة من خلال الثقوب الموجودة في السقف للهتاف ” أولد ترافورد يسقط”.
ويعني استثمار راتكليف أنه تم تكليفه بمسؤولية إدارة الجانب الرياضي من العمل، وهو خبر سار للنادي الذي تعثر في أسوأ بداية له لموسم منذ عام 1962 ولم يفز بلقب الدوري منذ اعتزال المدرب أليكس فيرجسون عام 2013.
وقالت شركة مانشستر يونايتد إن الملياردير البريطاني ومالك شركة إنيوس العملاقة للبتروكيماويات اشترى حصة 25 في المئة مقابل 33 دولارا للسهم، بعد عملية تقدم بعطاءات استمرت أكثر من 12 شهراً.
وستظل عائلة غليزر هي المسيطرة، ولكن آلية العمل بينها وبين راتكليف تمثل أحد الأسئلة الكبيرة التي لم تتم الإجابة عليها في خضم الترتيبات الجديدة.
ونشأ راتكليف في نُزل حكومي بمنطقة مانشستر، حيث يقال إن افتتانه بالصناعة نما من مداخن المصانع التي كان يراها من نافذة غرفة نومه.
بعد دراسة الهندسة الكيميائية في جامعة برمنغهام، حصل راتكليف على ماجستير إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال وأصبح أحد أغنى رجال الأعمال في بريطانيا حيث أسس شركة إنيوس في عام 1998.
وراتكليف رئيس مجلس إدارة شركة الكيماويات ومديرها التنفيذي ويمتلك حصة الثلثين فيها، وتقدر مجلة فوربس صافي ثروته بحوالي 19 مليار دولار.
ويتمتع راتكليف بخبرة جيدة في الملكية الرياضية حيث تمتلك شركة إنيوس نادي نيس المنافس في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، ونادي لوزان سبورت المنافس في الدوري السويسري الممتاز، كما يعمل مع نادي رسينج كلوب أبيدجان في ساحل العاج.
وفشلت محاولته لشراء تشيلسي، عندما تم تجميد أصول المالك السابق رومان أبراموفيتش بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وهو يتولى أيضا إدارة فريق إنيوس جريناديرز الدراجات، والذي كان يحمل اسم فريق سكاي بصفته واحدا من أنجح الفرق في العالم.
وهو أيضا المساهم بثلث أسهم فريق مرسيدس لفورمولا 1 وينافس بفريق إنيوس بريطانيا للشراع في كأس أمريكا.
وكان ملاك يونايتد، وهي عائلة غليزر الأمريكية، قد أعلنوا قبل عام تقريبا أنهم سيسعون للحصول على استثمارات خارجية، مما أسعد المشجعين.
ولسنوات، ظل المشجعون يطالبون بشدة بوجود ملاك جدد ملقين باللوم على عائلة جليزر في إثقال كاهل النادي بالديون وكان بالإمكان سماع هتافاتهم “ارحل غليزر” بانتظام في المباريات.
وكان الشيخ القطري جاسم بن حمد آل ثاني يتطلع أيضا إلى شراء النادي لكنه انسحب، قائلا إنه لن يرفع عرضه البالغ ستة مليارات دولار.
ومما يزيد من حالة البؤس، تراجع أداء يونايتد على أرض الملعب منذ اعتزال فيرجسون. وبدا أن يونايتد سيقلب دفة الأمور بعد أن قاده إريك تن هاج إلى لقبه الأول منذ ست سنوات عندما فاز بكأس رابطة الأندية المحترفة الموسم الماضي.
وأنهى الفريق في المركز الثالث بالدوري الإنجليزي الممتاز، بفارق 14 نقطة عن البطل ومنافسه المحلي مانشستر سيتي، الذي لم يأخذ دور يونايتد باعتباره النادي الأكثر نجاحا في البلاد فحسب، بل تخطاه أيضا من حيث قوة الإنفاق.
وكانت بداية الفريق سيئة هذا الموسم حيث خسر خمسا من أول 10 مباريات في الدوري، وودع كأس الرابطة ودوري أبطال أوروبا بالفعل، مما جعل تن هاج يبدو ضعيفا بعد 16 شهرا من توليه المهمة.
لكن بالنسبة للنادي الذي لديه أكثر من 650 مليون مشجع على مستوى العالم ويمتلك رقما قياسيا يتمثل في حصد 20 لقبا في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن وصول راتكليف سيمنح المشجعين على الأقل بعض الأمل في أن عام 2024 قد يشهد بداية التحول الذي طال انتظاره.
شاهدوا أيضاً:كلوب: الأمر يزداد صعوبة مع كثرة الإصابات!