اغتيال العاروري قد يغيّر شكل الصراع بالكامل ؟!
في لمحة بصر، يبدو أن الحرب بدأت تأخذ منعطفاً خطيراً يتجه خارج الحدود الطبيعية لها، فمع دخولها شهرها الثالث شهد الصراع نوعاً أخر من الاستهداف وصف بأنه “عمل سري”، وسط مخاوف بأن يكون هذا العمل هو الفتيل لتوسع الصراع خارج نطاق حدوده وأطرافه.
السطر الأول في الصفحة الجديدة هو اغتيال القيادي في فصائل القطاع صالح العاروري واثنين من قيادات الجناح العسكري في الخارج، مساء الثلاثاء، في ضربة “إسرائيلية” استهدفت مكتباً للفصائل الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
والعاروري من مؤسسي الفصائل وأمضى سنوات طويلة في السجون “الإسرائيلية” الى أن أفرج عنه في العام 2010 حين أبعدته “تل أبيب” عن الأراضي الفلسطينية.
تابعونا عبر فيسبوك
عملية لم تعترف بها “إسرائيل”، لكنّ الناطق باسم جيشها، دانيال هاغاري قال في مؤتمر صحفي، “الجيش في حالة تأهّب، دفاعاً وهجوماً. نحن على أهبّة الاستعداد لكلّ السيناريوهات” بدون التعليق بشكل مباشر على مقتل العاروري.
في المقابل، أكّدت الفصائل اللبنانية أن اغتيال العاروري “اعتداء خطير على لبنان” و”لن يمرّ أبداً من دون ردّ وعقاب”.
بدورها، قالت وسائل إعلام عبرية، إن “إسرائيل تستعد لرد قوي من لبنان قد يشمل إطلاق صواريخ بعيدة المدى، فيما رفع الجيش الإسرائيلي درجة التأهب على الحدود مع لبنان”.
مشهد يثير مخاوف من تغيير كبير في قواعد الاشتباك السائدة على حدود لبنان و”إسرائيل” منذ بداية الحرب في غزة، وتقتصر على تبادل شبه يومي لإطلاق النار بين الجيش “الإسرائيلي” والفصائل اللبنانية.
ووسط مخاوف توسع الحرب، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، أن “إسرائيل هي المسؤولة عن عملية الاغتيال في بيروت”.
وقالت الصحيفة، إن اغتيال العاروري سيكون ضمن هجمات سرية تنفذها “إسرائيل” ضد فصائل القطاع، دون ذكر نطاق هذه الهجمات أو الأهداف المخططة لها، لكنها تشير بوضوح لمرحلة جديدة من الحرب.
سياسياً، يبدو أن اغتيال العاروري يحرك الجمود السياسي في الساحة الفلسطينية، إذ أعلن رئيس المكتب السياسي للفصائل، أنّ “الفصائل منفتحة من أجل إعادة المرجعية الوطنية وحكومة وطنية” في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف “نحن منفتحون من أجل إعادة المرجعية الوطنية وحكومة وطنية في الضفة وغزة”. فيما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في مختلف المحافظات بالضفة الغربية الإضراب العام والشامل، الأربعاء.
وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها الفصائل عن إدارة غزة بعد الحرب، وسط تمسك “إسرائيلي” بلعب دور في القطاع، من الناحية الأمنية على أقل تقدير، بعد انتهاء المعارك.
وواصل “الجيش الإسرائيلي” عملياته في قطاع غزة، واستهدف القصف خلال الساعات الماضية مناطق مختلفة في شمال القطاع وجنوبه ووسطه، وأسقط مزيداً من الضحايا والجرحى.
شاهد أيضاً : رئيسة جامعة “هارفرد” تستقيل.. والسبب «إسرائيل»