آخر الاخباررئيسيسياسة

المنطقة العازلة جنوب سوريا.. همسات مريبة في الأردن

يريدون تطبيق”النموذج التركي شمال سوريا” في الجنوب.. ويريدون تحالفاً عسكرياً على غرار “التحالف الأمريكي” لمحاربة داعش.. صحفيون وكتّاب وجنرالات متقاعدون مقربون من البلاط الأردني يروّجون لسيناريو خطير جنوب سوريا.

فهل يتورط الأردن بعملية عسكرية في عمق الأراضي السورية؟، ومن يحركه في هذا الاتجاه؟ وما الغاية من وراء ذلك؟.

فكرة إنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، وتحت عنوان «محاربة شبكات تهريب المخدرات» أصبحت في الآونة الأخيرة نشطة ومتداولة بشكل مريب من قبل محللين وسياسيين أردنيين.

الأخطر من ذلك أن هذا السيناريو لا يُطرح سياسياً فقط، بل على مستوى مؤسسات الدولة العميقة في المملكة.

صحيفة «القدس العربي» كشفت عن تهامس يجري خلف ستائر القرار في الأردن بأن ملف المنطقة العازلة قد يصبح الآن مطروحاً للنقاش!.

المسؤولون الأردنيون يلمّحون إلى أن حوار عمّان مع دمشق لحل قضية المخدرات جاءت نتيجته صفر.. بينما تقول سوريا إن الرسائل التي أرسلتها إلى الأردن واقترحت فيها القيام بخطوات عملية لضبط الحدود تم تجاهلها!.

يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية محمد القطاطشة: “إن استمر الوضع، أنا مع الجيش بأن يقوم بالأخذ بمناطق عازلة لا تقل عن 30 كيلو متراً، وقد تكون بالتعاون مع بعض الإخوة السوريين من اللاجئين بعد أن يعودوا لأرضهم”!.

اللواء الأردني المتقاعد مأمون أبو نوار لم يستبعد في تموز الماضي لجوء الأردن إلى تغيير قواعد الاشتباك والتدخل عسكرياً في الجنوب السوري، وطالب الدول العربية والعالمية بتزويد الأردن بالأسلحة.. وتساءل: “لماذا يتم السماح لتركيا ولا يتم السماح للأردن؟!”.

المحلل الجيو سياسي الأردني عامر السبايلة يروّج لفكرة أن تهريب السلاح بالإضافة إلى المخدرات من سوريا إلى الأردن يشير إلى نوايا لخلق نقاط ساخنة لاستهداف “المصالح الغربية” في المملكة.. ويتحدث عن “وجود رغبة في انخراط أكبر لحلفاء الأردن كنمط التحالف الذي تم تأسيسه لمحاربة داعش”.

تابعونا عبر فيسبوك

الجديد في الملف هو حديث جماعة “جيش سوريا الحرة” المدعومة أمريكياً في منطقة التنف عن وجود تنسيق مع الأردن لمكافحة المخدرات على الحدود، فيما تقدّمت جماعة “رجال الكرامة” بطلب إلى الأردن للتنسيق حول ذات الملف.

التلويح بإنشاء منطقة عازلة، ومحاولة التواصل مع جماعات مسلحة محلية من درعا إلى التنف يشكل تطوّراً دراماتيكياً خطيراً، بعد خطوة تنفيذ الأردن غارات جوية داخل الأراضي السورية.

يعتقد مراقبون أن واشنطن هي من تقف خلف هذه الفكرة، في إطار سعيها لإنشاء نظام حكم محلي في الجنوب، على غرار نموذج الإدارة الذاتية شرقي الفرات، بينما تقنع عمّان بأن هذه المنطقة العازلة ستكون المخرج لمشكلة اللاجئين السوريين على أراضيها عبر توطينهم فيها!

الصحفي الأردني حازم عيّاد كتب في أحد مقالاته أن المخاوف من أن تقود السياسة الأمريكية إلى تورط الأردن في عملية عسكرية داخل الأراضي السورية واردة ومحتملة.

عيّاد حذّر من أن تورط عمّان جنوب سوريا سيلقي العبء على الأردن الذي سيُترك وحيداَ في المواجهة؛ في حال تجاهله لعيوب السياسية الأمريكية وتناقضاتها، وفي حال عدم حسبان رد فعل دمشق وحلفائها!.

إقامة الأردن منطقة عازلة مع الجنوب السوري تحتاج موافقة دولية، وأيضاً أموالاً طائلة لا تقدر عليها مملكة تعيش على المساعدات.. وتحتاج أيضاً لتحمل الأردن نتائج الرد السوري!.

عنتريات وجوه الصحافة والتحليل في المملكة الهاشمية، دفعت أحدهم للقول على سبيل التهكم: لماذا لا تنشئ الأردن منطقة آمنة في أراضيها، ولتكن 30 كم ولتكن 100 كم إنْ شاءت.. هذا الأمر سيكون أيسر لها وأوفر، وضمن معايير القانون الدولي.. وسيكون بعيداً عن المغامرات الحمقاء داخل الأراضي السورية!.

شاهد أيضاً: هل انسحاب أمريكا من العراق يعني انسحابها من سوريا؟

زر الذهاب إلى الأعلى