سوريا.. حان وقت التغيير !
إعادة هيكلة عسكرية وأمنية وحزبية في سوريا.. مسؤول عسكري وصف ما يحدث في الجيش بـ”خطة إصلاح تسير بصمت وسرّية”.. الأجهزة الأمنية ليست خارج خطة الإصلاح.. وتغيرات كبيرة قادمة في بنية الحزب الحاكم.
6 أشهر مضت.. حملت مجموعة قرارات أصدرتها حكومة دمشق تمهّد للخروج من حالة الحرب، بعد تبريد جبهات الصراع، وتحوّل بعض خصوم سوريا إلى أصدقاء، بينما اقتنع باقي الخصوم أن الحرب لم تعد مجدية وحان وقت التفاوض!.
أهم القرارات كانت إزالة الحواجز من شوارع البلاد الرئيسية، وإنهاء محاكم الميدان العسكرية، وصدور عفو عام، و3 قرارات تسريح لدفعات من الاحتياطيين.
حين صدر قرار التسريح الأخير قبل نحو شهرين، كشف ضابط كبير في وزارة الدفاع عن وضع جدول زمني لتحديد مدة الخدمة الاحتياطية بحيث لا تتجاوز العامين، فيما يبدو أنه توجه سوري فعلي لإنهاء أهم مظاهر الحرب في البلاد.
مدير الإدارة العامة في وزارة الدفاع، اللواء أحمد سليمان، قال في تصريحات للتلفزيون السوري إن صدور مرسوم عفو عن جرائم الفرار، وإعلانات التطوع والمرسوم المتعلق بالمتخلفين عن خدمة الاحتياط، لم تكن صدفة، فهناك استراتيجية لتحقيق هدف الوصول إلى “جيش نوعي متطور واحترافي”.
قبل أيام أعلنت الرئاسة السورية عن اجتماع برئاسة الأسد، ضم قادة الأجهزة الأمنية في الجيش والقوات المسلحة، وتركز حول الأثر المرتقب لإعادة الهيكلة التي تجري في المجال الأمني، وتطوير التنسيق بين الأجهزة بما يعزز أداء القوات الأمنية في المرحلة المقبلة.
تابعونا عبر فيسبوك
بيان الرئاسة حمل إشارتين مهمتين: الأولى هي التطرق الرسمي العلني للبنية الأمنية وهيكلتها الداخلية، والثانية هي الإشارة إلى تغيير حدث ربما أو الاستعداد لتغيير سيحدث في الجانب الأمني.
على مستوى حزب البعث، اجتمع الرئيس الأسد باللجنة المركزية للحزب، وأعلن أن ما سيصدر عن الاجتماع مهم لجهة “تغيير وتجديد في منظومة العمل ليس الحزبي وحده، بل لاحقاً في المجتمع والدولة”.
الجيش والأجهزة الأمنية وحزب البعث، هي أهم الملفات التي يجري العمل عليها، وبقرارات استثنائية، لتكون نقطة تحوّل باتجاه سوريا ما بعد الحرب.
البعض اعتبر أن ما يحدث من إصلاح مرتبط بالاستجابة للمبادرة الأردنية على قاعدة «خطوة مقابل خطوة»، بينما اعتبر البعض الآخر أن ما يحصل الآن هو حالة طبيعية بعد سنوات من الحرب، التي يظهر أنها توقفت ولا توجد أية مؤشرات على اشتعالها.
يبدو أن السيناريوهات المرسومة من قبل القيادة في دمشق للانتقال بسوريا إلى مرحلة ما بعد الحرب دخلت حيز التنفيذ، منها ما تمّ الإعلان عنه بعناوين عريضة، ومنها ما يسير بسرّية وصمت..
أما خلاصة الكلام فهي أن التغيير قادم لا محال.
شاهد أيضاً: رعب يجتاح الناتو.. صحيفة تكشف خطة بوتين بعد أوكرانيا ؟!