بسبب البحر الأحمر.. ضربة مزدوجة لسوق النفط في العالم
تتحول سوق النفط إلى الوجهات والمصادر الإقليمية بصورة متزايدة مع هجمات الفصائل اليمنية في البحر الأحمر، وذلك ضمن اتساع نطاق حرب “إسرائيل” على قطاع غزة، وارتفاع أسعار الشحن، حسبما لفتت بلومبيرغ في تقرير لها اليوم.
ويؤدي تراجع حركة ناقلات النفط عبر قناة السويس إلى ظهور بدايات انقسام إلى منطقة تجارية حول حوض المحيط الأطلسي وتشمل بحر الشمال والبحر الأبيض المتوسط، ومنطقة أخرى تشمل الخليج العربي والمحيط الهندي وشرق آسيا، وفق بلومبيرغ التي أشارت إلى أنه ما زال الخام يُنقل بين المنطقتين، عبر رحلة أطول وأكثر كلفة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، لكن نمط الشراء الحديث يشير إلى انقسام سوق النفط.
وفي أوروبا، تخلت بعض شركات التكرير عن شراء خام البصرة العراقي الشهر الماضي، حسبما نقلت الوكالة عن أحد المتعاملين، في حين يحصل مشترو القارة العجوز على الشحنات من بحر الشمال وغويانا. أما في آسيا، أدت القفزة في الطلب على خام مربان من أبو ظبي إلى ارتفاع الأسعار الفورية في منتصف يناير/كانون الثاني، وانخفضت التدفقات من كازاخستان إلى آسيا بشكل حاد.
تابعونا عبر فيسبوك
وانخفضت شحنات النفط من الولايات المتحدة إلى آسيا بأكثر من الثلث الشهر الماضي مقارنة كانون الأول، وفق ما نقلت الوكالة عن بيانات تتبع السفن من شركة “كبلر”.
ولا يبدو انقسام السوق دائماً، لكنه يجعل الأمر أصعب للدول المعتمدة على الاستيراد كالهند وكوريا الجنوبية لتنويع مصادر إمداداتها من النفط، وبالنسبة لمصافي التكرير، فإن ذلك يحد من مرونتها في الاستجابة لمعطيات السوق المتغيرة بسرعة، ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى تآكل هوامش ربحها، وفق بلومبيرغ.
وفي أسواق المنتجات، كانت تدفقات الديزل ووقود الطائرات من الهند والشرق الأوسط إلى أوروبا، وزيت الوقود الأوروبي والنافتا المتجهة إلى آسيا هي الأكثر تأثراً، بحسب بلومبيرغ.
وذكرت الوكالة أن أسعار النافتا -وهي مادة خام للبتروكيميائيات- سجلت أعلى مستوياتها في نحو عامين الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن يصبح من الصعب الحصول عليها من أوروبا.
وفي تأثير آخر على أسعار النفط، أدت الهجمات في البحر الأحمر إلى رفع تكاليف النقل، وهو ما يشجع مصافي التكرير على التوجه إقليميا كلما أمكن ذلك، وقالت كبلر إن أسعار ناقلات النفط من طراز “سويز ماكس” من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا قفزت بنحو النصف منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول، وارتفع خام برنت القياسي العالمي بنحو 8% خلال نفس الفترة، وفق الوكالة.
وزادت كُلفة تسليم النفط إلى آسيا من الولايات المتحدة -حيث يتزايد الإنتاج- بأكثر من دولارين للبرميل على مدى 3 أسابيع في كانون الثاني، وفقا للمتداولين المشاركين في السوق.
شاهد أيضاً: استقرار غير متوقع لأسعار النفط عالمياً