بعد الردّ الإيراني.. هل المنطقة مقبلة على حرب شاملة؟
ارتفعت وتيرة تصريحات مسؤولي الاحتلال خلال اليومين الأخيرين لوصف إمكانية الردّ على هجوم إيران، وقالت حكومة الحرب الإسرائيلية إنها ستردّ “بالطريقة، وفي الوقت الذي تختاره”.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أكد لزملائه في حزب “الليكود” الحاكم أن “تل أبيب” سترد على الهجوم الإيراني غير المسبوق “بالحكمة وليس بالعاطفة”، والقوات الجوية مستعدة، بحسب ما نقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية.
أما بيني غانتس، زعيم المعارضة، فقد اعتبر أن الهجوم الإيراني زاد من دعم الحلفاء لغربيين لكيانه، وقال: “إسرائيل ضد إيران، العالم ضد إيران، هذه هي النتيجة.. هذا إنجاز استراتيجي يجب علينا الاستفادة منه من أجل حماية أمننا”.
تابعنا عبر فيسبوك
مراقبون يرون أن هناك الكثير من الأسباب التي تجعل العديد من “الإسرائيليين” يتوقعون رداً من جانبهم، إذ إنه ولأول مرة، تقوم إيران بإطلاق حوالي 300 طائرة دون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية من أراضيها مباشرة باتجاه «إسرائيل».
ورغم اعتراض دفاعات الاحتلال للهجوم الإيراني بمساندة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإن الأمريكيين يريدون ضبط النفس من جانب حليفتهم، وهو ما ظهر في رسالة بايدن الأخيرة لنتنياهو.
وجاء في الرسالة: “لقد تم إحباط الهجوم الإيراني، و«إسرائيل» انتصرت، فلا تصعدوا الأمر أكثر من خلال الرد بضربات عسكرية على الأراضي الإيرانية”.
وأتت الرسالة الأمريكية مع تسريبات تفيد بأن الغرب يحاول فرض رسم خط لوقف المزيد من التصعيد، وهو ما يتوافق مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين، حول عدم قيام طهران بتصعيد آخر إلا إذا تعرضت لهجوم مرة أخرى.
وربما كان الهدف الإيراني من الهجوم هو استعادة شعور “الردع” الذي فقدته عندما هاجمت «إسرائيل» القنصلية في دمشق.
من ناحية سياسية، فإن الموقف الأمريكي بدأ يتبدل من المطالبة بجزئيات متعلقة بحـ ـرب غـ ـزة إلى إلى إيجاد وسيلة لوقف الانزلاق نحو حرب شاملة في الشرق الأوسط.
من خلال المعطيات السابقة، يمكن القول أن «إسرائيل» يمكن أن تردّ بشكل محدود على الهجوم الإيراني، بحيث لا يتطور الأمر إلى مواجهة أوسع، خصوصاً مع إخفاقاتها في تحقيق أهداف العملية العسكرية في القطاع.
كما أن التركيز الآن من جميع الأطراف على التهدئة للوصول إلى حلّ شامل دون التصعيد الذي لن يكون في صالح أي طرف من الأطراف المتنازعة في المنطقة.
شاهد أيضاً: هل سترد “إسرائيل” على الهجوم الإيراني ؟!