كواليس ليلة الهجوم الإيراني على “إسرائـ.ـيل” !
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً يوضح كيف حاولت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منع اندلاع حرب شاملة بين “إسرائيل” وإيران، بعد تصاعد التوترات بينهما بسبب هجوم إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وبحسب التقرير تابعت الإدارة الأمريكية تطورات الأحداث عن كثب على مدى 19 يوماً في محاولة لتجنب التصعيد العسكري بين الطرفين، في 13 نيسان، كان بايدن وفريقه للأمن القومي في “غرفة الوضع” بالبيت الأبيض، يشاهدون بقلق تصاعد التهديدات مع أكثر من 100 صاروخ باليستي ومجموعات من الطائرات بدون طيار وهي تتجه نحو “إسرائيل”.
وأثار هذا الهجوم المخاوف من إمكانية إغراق نظام الدفاع الإسرائيلي القوي، رغم الجهود الأمريكية لتعزيزه بدفاعات مضادة للصواريخ والطائرات بدون طيار. وقد تطابق حجم الهجوم مع أسوأ سيناريو توقعته المخابرات الأمريكية، ما هدد بتصعيد الحرب وانتشارها في المنطقة، وهو ما كان بايدن يحاول تجنبه على مدى الأشهر الستة الماضية.
بدأت الأزمة عندما قررت “إسرائيل” ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق، دون إبلاغ الولايات المتحدة مسبقاً، بعد ذلك، استهدف هجوم إسرائيلي آخر قافلة عمال إغاثة في غزة، ما أثار المزيد من الغضب وأدى إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”.
وبينما كان بايدن وفريقه للأمن القومي يحاولون تقييم الرد الإيراني المحتمل، عبر المسؤولون الأمريكيون عن انزعاجهم من التصرفات الإسرائيلية، خشية أن يؤدي ذلك إلى هجمات من جماعات موالية لإيران ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
ورغم محاولات التهدئة من جانب الولايات المتحدة، تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأن الهجوم الإسرائيلي لن يمر دون رد، مع تصاعد التوترات، طلبت إيران من السفارة السويسرية في طهران، التي تمثل المصالح الأمريكية في إيران، إرسال رسالة تهديدية للولايات المتحدة، محملة إياها مسؤولية الهجوم على القنصلية الإيرانية.
في ظل هذا التصعيد، عملت الولايات المتحدة على تعزيز قدرات الدفاع الإسرائيلي وأعادت ترتيب استراتيجياتها لاحتواء الأزمة، ومن ضمن الإجراءات، قام وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بتحويل مسار المدمرة يو إس إس كارني، التي كانت عائدة إلى فلوريدا، لتعزيز الدفاعات الأمريكية في المنطقة، كما أمر بايدن بإعادة تفعيل الخطط لدعم “إسرائيل” في حال تصاعد الأزمة.
تابعونا عبر فيسبوك
رغم ذلك، بقيت التوترات على حالها، وكان البيت الأبيض يحاول باستمرار تجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة بين “إسرائيل” وإيران.
وذكرت صحيفة أمريكية أن فريقًا عسكرياً من الولايات المتحدة سافر سراً إلى “إسرائيل” للعمل مع المسؤولين الإسرائيليين في مركز الدفاعات الصاروخية في تل أبيب، لمواجهة تهديدات محتملة من إيران. وكان الجيش الأمريكي يتوقع أن ترسل إيران قوة جماعية كبيرة، ولهذا تم نشر مقاتلات F-15E في المنطقة للمساعدة في اعتراض التهديدات المحتملة، بالإضافة إلى ذلك، تم وضع خطط للتعاون مع السعودية والأردن لحماية مجاليهما الجويين، ونُقلت حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور” إلى البحر الأحمر قرب سواحل اليمن لدعم جهود الحماية، حيث كانت قادرة على إطلاق مقاتلات لاعتراض أي صواريخ قد يطلقها الحوثيون باتجاه “إسرائيل”.
وفي محاولة لتهدئة التوترات، استخدم مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ويليام بيرنز، علاقاته مع مسؤولي الاستخبارات في أوروبا والشرق الأوسط وتركيا للضغط على إيران لضبط النفس، ورغم تحركات إيران لإعادة تموضع الصواريخ والطائرات بدون طيار، لم يكن لدى الاستخبارات الأمريكية فكرة واضحة عن حجم الهجوم المحتمل.
ومع تصاعد التوترات، توقع مسؤولو الاستخبارات أن تستهدف إيران سفارات إسرائيلية أو مواقع خارجية مرتبطة بها، ومع مرور الأيام دون أي تحرك إيراني واضح، بدأ الأمريكيون والإسرائيليون يعتقدون أن إيران تخطط لهجوم مباشر، لكن لم يكن لديهم فكرة عن موعده أو هدفه المحدد.
في 11 نيسان، زار قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال إريك كوريلا، إسرائيل لمتابعة الوضع، لكن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، طلب منه مغادرة “إسرائيل” حتى لا تبدو الولايات المتحدة متواطئة، وواصل كوريلا مراقبة الوضع من الأردن.
في 12 نيسان، أصبح من الواضح أن هجومًا إيرانيًا كبيرًا وشيكًا، ما دفع الرئيس جو بايدن إلى قطع إجازته والعودة إلى واشنطن. ومن غرفة العمليات في البيت الأبيض، تم تحديد ثلاث موجات من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقتها إيران. كانت الموجة الأولى من المسيرات القتالية تضم 150 طائرة، وكانت تحتاج إلى 7 ساعات للوصول إلى إسرائيل، تليها 30 صاروخ كروز تستغرق حوالي ساعتين إلى ثلاث ساعات، وأخيراً الصواريخ الباليستية التي تصل في غضون دقائق.
رغم التحذيرات المبكرة، فوجئ المسؤولون الأمريكيون بحجم الرد الإيراني. وتمكن نظام السهم الإسرائيلي والمدمرات الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط من اعتراض معظم الصواريخ، كما أسقطت الطائرات بدون طيار الأمريكية والفرنسية والبريطانية المسيرات الإيرانية.
بعد التصدي للهجوم الإيراني، عقد الرئيس بايدن مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث نصحه بأخذ الفوز من إحباط الهجمات الإيرانية والامتناع عن المزيد من التصعيد، مشيراً إلى أن الغارة على دمشق قضت على جزء كبير من القيادة العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان.
شاهد أيضاً: الإنفاق العسكري في أعلى مستوى.. ماذا عن الدول العربية ؟!