هشام السيد
بعد 200 يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خرج الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام “أبو عبيدة” متحدثا في خطاب مدته 20 دقيقة أثار جدلاً عبر منصات التواصل الرقمية المختلفة.
وذكر “أبو عبيدة” في ثنايا خطابه كلا من الأسيرين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، منغستو المنحدر من أصول أثيوبية، وهشام السيد المنحدر من أصول عربية، مشيرا إلى أن النسيان قد طواهما لأنهما ليسا ضمن اهتمامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته ولا حكومته المتطرفة.
شاهد أيضاً: قضى 39 عاماً في سجون الاحتلال ..تعرف على الأسير الشهيد وليد دقة
وُلد هشام السيد لعائلة بدوية في أراضي 48، في قرية السيد بمنطقة النقب المحتلة، التي ضُمت لاحقا لبلدة حُورة في النقب.
أُسِر السيد في 20 أبريل/نيسان 2015 بعد أن تسلل إلى قطاع غزة عبر ثغرة في السياج الأمني الفاصل.
وقالت عائلته عقب أن علمت بوقوعه أسيرا في قبضة حماس، إن ابنها غادر المنزل دون أن يُعلم أحدا بوجهته، وإنها كانت تبحث عنه، مدعية أنه مريض نفسي ونافية في ذات الوقت انتماءه للجيش الإسرائيلي أو تطوعه في أي من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
من جانبها صرحت الأجهزة الرسمية الإسرائيلية بأن السيد كان قد تطوع للخدمة العسكرية في 18 أغسطس/آب 2008، لكنه سُرَح في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2008 لعدم ملاءمته للخدمة لأسباب صحية ونفسية.
ووفق التقارير الإسرائيلية، فقد شُخص السيد بأنه يعاني “اضطرابا ذهنيا حادا” عام 2010، وفي عام 2013 شُخص بأنه يعاني من “الانفصام”، فضلا عن معاناته من فقدان السمع منذ عام 2007.
شاهد ايضاً: هذا الأمر جعل قيادات الفصائل أصحاب قرار في المفاوضات !
وعلى الرغم من سردية الاحتلال، التي تتحدث عن إصابة السيد باضطرابات نفسية، إلا أنه ثبُت سفره عدة مرات إلى مصر والأردن بين عامي 2008 و2013، وكانت السلطات الأردنية والمصرية تقوم في بعض تلك المرات بإعادته وتسليمه إلى السلطات الإسرائيلية.
وكان الجندي الإسرائيلي الأسير الذي يبلغ عمره الآن (36 عاما) قد ظهر في مقطع مصور بثته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 28 يونيو/حزيران 2022، أعلنت فيه عن تدهور طرأ على حالته الصحية، متبعة ذلك بمشاهد مصورة أخرجتها للعلن لأول مرة للأسير المحتجز لديها.
وبحسب مراقبين فإن حكومة نتنياهو توصف بأنها قد تكون “الأكثر تطرفا في التاريخ”، نظرا لمواقفها المتطرفة تجاه العرب والتيارات الأخرى، ولممارستها تمييزا عنصريا على يهود الفلاشا الأفارقة، وعلى فلسطينيي 48 الحاملين للجنسية الإسرائيلية، ما ألقى بظلاله على تعاطيها مع قضية بعض الأسرى المحتجزين لدى حماس، الأمرالذي فاقم من أزماتها في الداخل الإسرائيلي.
شاهد أيضاً: أكسيوس: الجامعات الأمريكية تعيش حالة من الغليان والسبب غـ.زة ؟!