ما أهمية «ماريوبول» الأوكرانية.. ولماذا لم يقتحم الروس مصنع «آزوف ستال»؟
بعد نحو شهرين من المعارك، سيطر الجيش الروسي على مدينة «ماريوبول» الأوكرانية، وبقي «جيب أخير» للقوات الأوكرانية في مصنع «آزوف ستال» للحديد والصلب، أمر بوتين بعدم اقتحامه واستمرار حصاره فقط بشكل آمن.
ما أهمية «ماريوبول» الاستراتيجية؟
المدينة أحد أكبر مراكز صناعة الحديد والصلب في أوروبا والعالم، وسقوطها بيد روسيا يعني السيطرة على نحو 40 % من صناعة التعدين في أوكرانيا.
كما تستضيف «ماريوبول» أكبر مرفأ تجاري في بحر آزوف، وتصدّر منه أوكرانيا الحديد والصلب والآلات الثقيلة والحبوب.
ويعدّ الميناء المعبر الرئيسي لصادرات أوكرانيا إلى دول العالم بعد ميناء «أوديسا» على البحر الأسود.
كذلك فإن «ماريوبول» نافذة أوكرانيا الأبرز على بحر آزوف، وخسارتها تعني تحول البحر إلى بحيرة روسية، خاصة بعد سيطرة روسيا على ميناء «بيرديانسك» الأوكراني في «زابوريجيا» المجاورة.
يقول مراقبون إن سقوط «ماريوبول» صفعة اقتصادية كبيرة لأوكرانيا، وانتصار استراتيجي ودعائي كبير لصالح روسيا.
تابعونا عبر فيسبوك
يسكن المدينة نحو 500 ألف مواطن أوكراني، وهي من أهم مدن منطقة «دونيتسك» بإقليم «دونباس»، التي أعلنها الانفصاليون «جمهورية شعبية» عام 2014، ودعمتهم روسيا في ذلك، قبل أن تعترف بانفصالهم رسمياً مؤخراً قبيل أيام من حربها ضد أوكرانيا.
وتحمل السيطرة على «ماريوبول» أهمية كبيرة لروسيا، فهي ممر روسيا البري من إقليم «دونباس» إلى جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014.
لماذا لم يقتحم الجيش الروسي مصنع الحديد؟
بعد إعلان روسيا سيطرتها على مدينة «ماريوبول»، طلب بوتين عدم اقتحام مصنع «آزوف ستال» حيث تتحصن القوات الأوكرانية، والاكتفاء بفرض حصار عليه، واقتراح الاستسلام مرة أخرى على القوات المتحصنة في داخله، مع ضمان الحفاظ على أرواحهم ومعاملتهم الكريمة.
وأوضح الرئيس الروسي أن سبب إلغاء اقتحام المصنع يعود لضرورة الحفاظ على أرواح الجنود الروس، وقال «ليست هناك حاجة للنزول إلى السراديب والزحف تحت أرض هذه المنشآت الصناعية».
وتمتد المنشأة الصناعية على نحو 12 كيلو متر، وبداخلها طابق سفلي ضخم، وشبكة أنفاق، تربط بين مختلف أجزاء المصنع، وملجأ تحت أرضي على عمق 10 أمتار تحت الأرض، وهو مايجعل المصنع حصناً منيعاً.
شاهد أيضاً: الجيش الروسي يكشف عن «صيد ثمين» في ماريوبول