تقرير: “تحالف عربي إسرائيلي” يرسم ملامح غزة ما بعد الحرب ؟!
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها عن تجهيز خطة “إسرائيلية” مفصلة حول مستقبل قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب الدائرة.
وأكدت الصحيفة أن هذا الأمر كان وراء تفادي رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو لأشهر، مناقشة أي تفصيل حول ما يجب فعله في غزة بعد توقف آلة الحرب “الإسرائيلية”.
وأفادت الصحيفة أن نتنياهو، في مسعاه لكسب رضا حلفائه من اليمين المتطرف الذين يطمحون لإعادة إقامة “المستوطنات الإسرائيلية” في غزة، وكذلك شركاء “إسرائيل” الدوليين الراغبين في عودة السيطرة الفلسطينية على القطاع، لم يقدم أي إعلان محدد.
وأشارت إلى أنه في الخفاء، كانت هناك دراسة لخطة شاملة لغزة بعد الحرب، تتضمن عرض “إسرائيل” لمشاركة الإشراف على القطاع مع تحالف من الدول العربية يشمل مصر والسعودية والإمارات، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وذلك وفقاً لثلاثة مسؤولين “إسرائيليين” وخمسة أشخاص ناقشوا الخطة مع أعضاء الحكومة “الإسرائيلية”.
تابعونا عبر فيسبوك
وبحسب الاقتراح، ستقوم “إسرائيل” بذلك مقابل تطبيع العلاقات مع السعودية، وفقاً لأشخاص تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الموضوع.
وتقريباً، من المؤكد أن أعضاء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو سيرفضون هذه الفكرة، كما ستفعل الدول العربية المذكورة كمشاركين محتملين، ولكن هذا يعد دلالة واضحة على أن المسؤولين “الإسرائيليين” يفكرون في مستقبل غزة لمرحلة ما بعد الحرب، على الرغم من الصمت العلني، وقد تكون هذه الإشارة بداية للمفاوضات المستقبلية.
ويأتي هذا التقرير في ظل جهود دولية مكثفة لإقناع “تل أبيب” وفصائل القطاع بالموافقة على وقف إطلاق النار الذي قد يتحول إلى هدنة دائمة، ويأتي بعد ضغوط متزايدة على “إسرائيل” للتخطيط لما بعد الحرب.
ووصف مسؤولون ومحللون عرب الخطة بأنها غير قابلة للتطبيق لأنها لا توفر مساراً واضحاً نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو شرط أساسي لمشاركة الإمارات والسعودية في التخطيط لما بعد الحرب، بينما رحب آخرون بالاقتراح بحذر لأنه يظهر مرونة أكبر من القادة “الإسرائيليين” عما توحي به تصريحاتهم العلنية.
وتنص الخطة على أن “التحالف العربي الإسرائيلي”، بالتعاون مع الولايات المتحدة، سيعين قادة في غزة لإعادة تطوير الأراضي المدمرة وإصلاح النظام التعليمي والحفاظ على النظام.
وتشير الخطة إلى أنه بعد فترة تتراوح بين سبع إلى عشر سنوات، سيُسمح لسكان غزة بالتصويت على ما إذا كانوا سينضمون إلى إدارة فلسطينية موحدة تحكم كل من غزة والضفة الغربية، وفي الوقت نفسه، يمكن لـ”الجيش الإسرائيلي” أن يستمر في العمل داخل غزة.
وتفتقر الخطة إلى التفاصيل ولم تُعتمد رسمياً من قبل “الحكومة الإسرائيلية” التي لم تقدم سوى رؤية أكثر غموضاً تحتفظ بموجبها “تل أبيب” بسيطرة أكبر على غزة بعد الحرب.
وأفاد مسؤولون ومحللون من الإمارات والسعودية بأن الخطة الجديدة لا تضمن مشاركة دول عربية مثل السعودية والإمارات، خاصة أنها لا تضمن السيادة الفلسطينية وتسمح بمواصلة العمليات العسكرية “الإسرائيلية” داخل غزة.
شاهد أيضاً : بايدن تحت الضغط.. “نفاق إسرائيل” يخرج أمريكا عن طورها ؟!