متزوج ولدي طفلة.. وأنا آخر من يعلم !
في هذا المقال يكمل المحامي “منار اليوسفي” لـ”كيو ستريت”، سرد أغرب الدعاوى القضائية التي كان موكلاً بها، وأبطالها هم “سامر” و”زهرة” و”مضر”.
متزوج .. وأنا آخر من يعلم !
تفاصيل الحكاية تبدأ من “سامر”، الذي كان يشد رحاله من أجل السفر إلى خارج البلاد، وخلال تحضيره للأوراق الرسمية، تفاجئ أن إخراج القيد المدني الذي يعود له، كُتب عليه “متأهل”، أي متزوج، رغم أنه في الواقع “أعزب”.
لتأتيه الصاعقة الأخرى، عند طلبه لبيان عائلي، بأنه أب لطفلة رضيعة عمرها بالأشهر!
تابعونا عبر فيسبوك
“سامر” لجأ للمحامي “منار اليوسفي”، لحل مشكلته، ليتبيّن خلال ذهابهما إلى النفوس، بأن زواجه مسجل بشكل رسمي ولديه طفلة، وهو لا يعرف زوجته ولا حتى ابنته.
وفيما بعد تم البحث برقم صحيفة الزواج في المحكمة الشرعية، وتم الوصول إلى عقد الزواج وتبيّن أنه مبرم داخل المحكمة الشرعية بوجود شهود وتوثيق الرقم الوطني والخانة وجميع المعلومات الشخصية لـ”سامر”، وكانت جميعها مطابقة له.
وهنا بدأت إشارات الاستفهام، فكل شيء يثبت أن “سامر” متزوج رسمياً ولديه طفلة، فهل هو فاقد للذاكرة؟
“اليوسفي” طلب من موكله التواصل مع زوجته “زهرة”، رغم إصراره أنها ليست زوجته، وما زال أعزب.
وعند التواصل مع الزوجة وذكر اسم زوجها لها، أكدت أن “سامر” زوجها بالفعل لكنه متغيب عنها منذ حوالي 9 أشهر، بعدما سرق ذهبها وذهب والدتها وأغراض ثمينة أخرى، ودعاها المحامي إلى مكتبه لمواجهتها مع زوجها.
“زهرة” و”سامر” وجهاً لوجه
لبّت زهرة دعوة “اليوسفي”، والتقت بزوجها “سامر”، وعند رؤيتها له، فجرت المفاجأة: “ليس زوجي، سامر، ولا أعرفه قط”، ما أثار الدهشة.
لتكمل “زهرة”: “زوجي، بعد حوالي 9 أشهر، وبمجرد معرفته أني حامل، اختفى بعد سرقة مصاغي ومصاغ والدتي وأغراض أخرى”.
ورغم تأكيد المحامي لها أن “سامر” هو زوجها رسمياً، إلا أنها أصرت بأنه ليس هو.
وفي سياق الحديث بين “سامر” و”اليوسفي”، ذكر الأول أنه “منذ سنوات، فقد بطاقته الشخصية، وانتظر وقتاً طويلاً قبل تنظيم ضبط شرطة”، وهو ما دونه الأخير في دفتر ملاحظاته.
لم يبقَ أمام المحامي وموكله سوى إجراء خبرة ومضاهاة للبصمة الواردة على عقد الزواج وبصمة “سامر” صاحب الهوية.
والنتيجة كانت أن البصمة الموجودة على عقد الزواج “غير مطابقة” لبصمة سامر!
وبالرجوع إلى شركة الاتصالات للاطلاع على البصمة الواردة بعقد شراء الخط الذي يعود للشخص المتزوج باسم “سامر” وكان يتواصل من خلاله مع زوجته “زهرة”، تم التثبت أن البصمة هي ذاتها الواردة على عقد الزواج.
حيث سبق للشخص المجهول، الذي انتحل شخصية “سامر” أن اشترى شريحة هاتف خليوي من الشركة بواسطة البطاقة الشخصية، وذلك قبل اعتماد الباركود في الدوائر الحكومية وشركات الاتصالات.
الخلاصة أن شخصاً مجهولاً تزوج “زهرة” باسم وهوية وبيانات “سامر”، من أجل سرقتها، الخطبة استمرت لشهرين فقط، والزواج 9 أشهر.
ماذا عن والد الطفلة البيولوجي “الحقيقي”؟ وكيف يمكن الوصول إليه؟
منتحل شخصية “سامر”، أوهم “زهرة” أن جميع أفراد عائلته وأقاربه خارج البلاد، وأنه صاحب شركات، من خلال الصور، واتصالات وهمية مع سكرتيرته.
وفيما بعد تمت الاستعانة بإحالة من المحامي العام إلى الأدلة القضائية في الأمن الجنائي، للتعرف على البصمة الواردة على عقد الزواج، فيما إذا كانت هذه البصمة لأصحاب السوابق، وتبيّن أن البصمة تعود لشخص يدعى “مضر” من أرباب السوابق الجرمية وعليه نشرات شرطية وخلاصات أحكام جنائية مختلفة مابين الاحتيال والسرقة الموصوفة.
وتم الوصول إلى مكان إقامته وإلقاء القبض عليه، ومواجهته مع “زهرة” التي أكدت أنه ذات الشخص الذي تزوجها وسرقها وهرب، من خلال انتحال صفة “سامر” الرسمية، مستغلاً التشابه بينه وبين صورة المدعي الموجودة على البطاقة الشخصية، وتم الادعاء عليه بجرائم الاحتيال وانتحال الشخصية والصفة والتزوير والسرقة.
كما تقدم “سامر” و”زهرة” بإقامة دعوى أمام القضاء الشرعي ضد “مضر” لنفي النسب وإلحاق نسب الطفلة بوالدها البيولوجي “الحقيقي”، وبناءً على ما سبق تم أخذ عينات DNA، للطفلة والمدعى عليه، ومطابقتها بالأدلة القضائية والمخابر لمعرفة البصمة الوراثية، وتم التأكد أن المتهم “مضر” هو الوالد البيولوجي للطفلة، وإبطال عقد الزواج بين “زهرة” و”سامر”.
شاهد أيضاً: في سوريا.. “واتساب” يفضح علاقة غرامية بين امرأة متزوجة ومديرها !