انقلاب أم زعزعة سياسية.. ما هي تفاصيل الليلة التي عاشتها تركيا منذ أيام ؟!
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً أفادت بأن محاولة انقلاب جديدة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جرى التصدي لها من قبل الجهات المعنية في تركيا، تلتها عمليات اعتقال في العاصمة أنقرة.
وشملت الاعتقالات 3 مديري شرطة بأنقرة، في أعقاب شهادة سرّية أدلى بها أحد المتهمين في قضية مافيا طالت اعترافاته مسؤولين سياسيين حاليين وسابقين.
وجاء ذلك بعد استدعاء الرئيس رجب طيب أروغان كلاً من رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن ووزير العدل يلماز تونتش، لاجتماع طارئ في القصر الرئاسي في العاصمة بعد منتصف الليل.
موقع “صباح” المقرّب من الحكومة التركية، نشر تقريراً مفصّلاً عن أن هناك عملية شُنت ضد منظمة “أيهان بورا كابلان”، وكذلك كشف عن فضيحة أفراد الشرطة الموقوفين عن العمل.
تابعونا عبر فيسبوك
وذكر الصحفي الشهير عبد الرحمن شيمشك أنه تتم متابعة 280 شخصاً بينهم سياسيون وصحفيون رفيعو المستوى.
وصباح الأربعاء، توعّد وزير الداخلية علي يارلي كايا من يتعاونون مع “المنظمات الإرهـ.ـابية وأذرعها”، وكذلك منظمة “فتح الله غولن”.
وكتب على منصة “إكس”: “من يتحدون مع المنظمات الإرهـ.ـابية وامتداداتها، وشبكات الجريمة المنظمة، ويحاولون تنفيذ لعبة على رئيسنا وحكومتنا وسياسيينا، باستخدام تكتيكات جماعة غولان الإرهـ.ـابية، وبدعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا سوف ندمّر ألعابهم والفخاخ التي نصبوها”.
وأشار رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي في كلمته أمام نواب حزبه، أن “هناك مؤامرة تستهدف تحالف حزب العدالة والتنمية وحزبه”، مضيفاً أنهم “لن يستسلموا لمحاولة انقلاب عن طريق الأمن والقضاء، على غرار تلك المحاولة التي حدثت في كانون الأول 2013”.
الباحثون في الشأن التركي أكدوا أن “هناك حلقات لا تزال غير مفهومة في هذه القضية، خصوصاً فيما يتعلق بالشاهد السرّي وتحركاته”.
وأضافوا “سيتعين علينا انتظار التحقيقات، لكن طبيعة المزاعم والشخصيات التي يشملها التحقيق وتصريحات أردوغان وبهشلي بخصوصها تشير إلى أننا أمام قضية ذات أبعاد سياسية كبيرة، ومن الواضح أنها مصممة لتوريط سياسيين كبار من الحزب الحاكم في نشاط المنظمات الإجرامية”.
وأشار الباحثون إلى أن “التاريخ السياسي في تركيا خلال العقدين الماضيين شهد قضايا مشابهة ونُظر إليها على أنها نتيجة مؤامرات لتقويض حكم الرئيس أردوغان، ولا ينبغي التقليل من قدرة الهياكل الموازية داخل الدولة على القيام بمثل هذه المؤامرات بالنظر إلى تغلغلها العميق في مؤسسات الأمن والقضاء”.
لكن مدير تحرير موقع “ديلي صباح” باتوهان طاكيش “نفى أن يكون ما حدث هو انقلاب”، موضحاً “يمكننا أن نقول إن هناك أزمة سياسية داخلية قوية داخل جهاز الدولة، مما دفع التحالف الحاكم والأكاديميين ووسائل الإعلام إلى الحديث عنها في العلن”.
وأضاف طاكيش، “تدور الأحاديث بشكل عام عن محاولة ضد السلطة الديمقراطية في البلاد، بمعنى آخر، محاولة خططت لها مجموعة غير معروفة حتى الآن من الأشخاص الذين يسعون إلى تحقيق بعض المصالح السياسية أو يعملون من أجل الفوضى السياسية”.
لكن الكاتب التركي إسماعيل يشا يختلف مع طاكيش إذ يرى أن ما حدث يؤكد أن محاولات الانقلاب في تركيا لم تنتهِ وخطرها ما زال قائماً، على الرغم من عملية التطهير الواسعة التي تمت داخل الجيش وأجهزة الأمن والاستخبارات والقضاء من أعضاء منظمة غولن في صيف 2016.
ويرى الباحثون في الشأن التركي، أن “أردوغان لن يتردد في التعامل القوي مع هذه القضية والمتورطين فيها ومحاسبة المسؤولين في التقصير المحتمل بالنظر إلى خطورتها”.
شاهد أيضاً : بعد مظاهرات طالبت بـ”إسقاطه”.. “الجولاني” يهدد الجميع في إدلب ؟!