خلال مفاوضات غزة.. مسؤول مصري خدع الجميع !
كشفت شبكة “CNN” الأمريكية اليوم الأربعاء عن أن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار التي وافقت عليها حركة حماس في بداية الشهر نفسه، قد خضعت لتعديلات قدمها مسؤول مصري بالمخابرات بشكل سري ودون “علم إسرائيل” أو وسطاء آخرين مثل الدوحة وواشنطن.
وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات، والتي رفضت الكشف عن هوياتها، فقد قامت المخابرات المصرية بتغيير شروط وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه “إسرائيل” في وقت سابق من الشهر، مما أدى إلى عرقلة الصفقة ووضع حد مؤقت للقتال في غــ.زة.
وأوضحت المصادر إلى أن الاتفاق الذي أعلنته حماس في 6أيار لم يكن هو النص الذي كان يعتقد القطريون والأمريكيون أنه قُدم لحماس للمراجعة.
وقد تسببت التعديلات المصرية غير المعلنة في إثارة الغضب والاتهامات بين المسؤولين من الولايات المتحدة وقطر و”إسرائيل”، مما عرقل محادثات وقف إطلاق النار.
وقال أحد المصادر لشبكة CNN: “لقد تم خداعنا جميعاً”.
وأفاد نفس المصدر أن مدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، الذي كان يقود الجهود الأمريكية للتوسط في وقف إطلاق النار، شعر بالغضب والإحراج عندما علم بتغييرات المصريين على الاتفاق.
وأضاف المصدر أن بيرنز المعروف بأسلوبه الهادئ “كاد ينفجر من شدة الغضب”.
وبحسب المصادر الثلاثة، فإن التعديلات أجراها مسؤول كبير في المخابرات المصرية يدعى أحمد عبد الخالق، الذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
ولفت المصدر الأول إلى أن جميع الأطراف كانت تفترض أن المصريين قدموا نفس الوثيقة التي وقعت عليها “إسرائيل”، والتي كان الوسطاء الآخرون على علم بها.
ولكن بدلاً من ذلك، سعى المصريون إلى تمييع الحدود بين الإطار الأصلي ورد فعل حماس، وفقاً للمصدر الثاني.
وذكرت المصادر أن الصفقة كانت قريبة من التنفيذ، حيث أضيفت مطالب إضافية لحماس في الإطار الأصلي الذي وافقت عليه إسرائيل.
وأظهرت وثيقة حصلت عليها شبكة CNN أن حماس كانت تسعى إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار و”هدوء مستدام” في المرحلة الثانية من الصفقة المكونة من ثلاث مراحل، في حين كانت إسرائيل ترفض مناقشة إنهاء الحرب قبل هزيمة حماس وإطلاق سراح الأسرى.
وبعد اكتشاف التعديلات المصرية، أبلغ رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني “إسرائيل” بأن مصر تصرفت بشكل مستقل، بحسب ما أفاد به مصدران للشبكة الأمريكية.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن: “هذا غير منطقي”، معبراً عن استغرابه لمحاولة المخابرات المصرية فرض شيء دون موافقة الأطراف الأخرى.
تابعونا عبر فيسبوك
وأوضح أحد المصادر أنه بعد عودة المصريين من إسرائيل ومشاوراتهم مع حماس، أصبح واضحاً أن الحركة لن توافق على ما وافقت عليه إسرائيل، مما دفع المسؤول المصري لإجراء تعديلات كبيرة لإقناع حماس بالموافقة.
وفي اليوم السابق لإعلان حماس موافقتها على الاقتراح في 6 أيار، أرسل المصريون رد حماس إلى الجانب الإسرائيلي.
وأشار مصدر مصري إلى أنه تم طرح عدة بدائل وسيناريوهات لتجاوز نقطة الخلاف الرئيسية المتعلقة بإنهاء الحرب.
ورغم أن لغة الاتفاق بشأن إنهاء الحرب كانت النقطة الأكثر جدلاً، قال نتنياهو إن رد حماس “كان بعيداً جداً عن المطالب الأساسية لإسرائيل”.
وعاد المفاوضون، ومن بينهم بيرنز، إلى القاهرة لإجراء جولة أخرى من المحادثات غير المباشرة مع حماس، حيث وافقت إسرائيل على إرسال فريق، كما فعلت قطر، لكن دون إرسال مسؤولين كبار، مما يشير إلى أن الاتفاق لم يكن قريباً كما كان مأمولاً.
وعقب يومين من رد حماس، عاد بيرنز إلى واشنطن، وأفادت مصادر لشبكة CNN بأن المحادثات “توقفت مؤقتاً”.
ومن المتوقع أن تركز المناقشات على إطار عمل واسع يتضمن مرحلة أولية يتم فيها إطلاق سراح ما يصل إلى 33 أسيراً إسرائيلياً على مدى 6 أسابيع على الأقل، وتضغط حماس لإدراج جثث الرهائن القتلى في عملية الإفراج الأولية، لكن إسرائيل ترفض هذه الشروط.
واتهم منتقدو نتنياهو، بما في ذلك عائلات الرهائن الإسرائيليين، نتنياهو بأنه يفضل مهاجمة حماس في غزة على إعادة مواطنيه.
شاهد أيضاً: الكل متهم.. باحث إيراني يكشف سيناريو ما بعد السقوط ؟!