الأولى منذ “جاك شراك”.. الرئيس الفرنسي في زيارة لـ”ألمانيا” ؟!
في زيارة يمكن أن توصف بأنها تاريخية، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ألمانيا، بعد حوالي ربع قرن لزيارة رئيس فرنسي للجارة الأوروبية.
وكان آخر رئيس فرنسي يزور ألمانيا، هو جاك شيراك عام 2000.
الرئيس الفرنسي ماكرون سيبدأ اليوم زيارة رسمية تستمر 3 أيام لألمانيا يعقبها اجتماع ثنائي حكومي، وسط سعي أكبر قوتين في الاتحاد الأوروبي إلى إظهار الوحدة قبل انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي المقررة الشهر المقبل.
وكانت الزيارة مقرّرة في تموز العام الماضي، لكنّها أرجئت بسبب أعمال الشغب التي شهدتها فرنسا.
وسيزور ماكرون العاصمة الألمانية برلين ومدينة دريسدن في الشرق ومونستر في الغرب، في زيارة تحظى الزيارة بمتابعة واهتمام باعتبارها دلالة على “سلامة العلاقات” الألمانية الفرنسية التي تحرك عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات كبرى منها الحرب الأوكرانية، واحتمالات فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية في انتخابات تشرين الثاني المقبل.
تابعونا عبر فيسبوك
وتأتي هذه الزيارة قبل أقلّ من أسبوعين من الانتخابات الأوروبّية، وستتميّز برموز الوحدة والصداقة بين أكبر قوّتين في الاتّحاد الأوروبي، ويتخلّلها خصوصاً إلقاء خطب حول أوروبا وزيارة للنصب التذكاري لـ”الهولوكوست”.
ويُقال في أروقة الرئاسة الألمانيّة “نحن لا نحتفل كثيراً بما حقّقناه سوياً” منذ المصالحة الفرنسيّة الألمانيّة عام 1963.
من جانبه يقول قصر الإليزيه “يمكننا التحدّث كثيراً عن تقلّبات الثنائي الفرنسي الألماني، لكنّ ثمّة أيضاً ديمومةً وعمقاً في العلاقات بين الشعبين وهذا ما تُظهره زيارة الدولة هذه”.
ويختلف ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس في أسلوب القيادة إلى حد كبير، وتصادما علناً حول قضايا متباينة بداية من الدفاع إلى الطاقة النووية منذ أن تولى شولتس منصبه في أواخر 2021.
ومع ذلك توصل ماكرون وشولتس مؤخراً إلى حلول وسط حول عدة قضايا منها الإصلاح المالي والتغييرات اللازمة لدعم سوق الطاقة، مما سمح للاتحاد الأوروبي بإبرام اتفاقات وسمح بتشكيل جبهة أكثر اتحاداً.
ويرى محللون أن توتراً في العلاقات الألمانية الفرنسية بسبب تعاملهما مع بعض القضايا الصعبة.
ومن بين نقاط الخلاف بين فرنسا وألمانيا مسألة الدفاع الأوروبي، خاصة إذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
ويقول خبراء في مجال الدفاع إن إمكانية توقع خطوات ترامب كحليف يمكن الاعتماد عليه أقل مقارنة بمنافسه مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس جو بايدن.
وسيبدأ ماكرون، الذي ترافقه في رحلته زوجته بريجيت، الزيارة اليوم الأحد باجتماع في برلين مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير قبل المرور عبر بوابة براندنبورغ التاريخية مع رئيس بلدية المدينة كاي فيغنر.
وربما تكون المحطة الأكثر أهمية في الزيارة هي اجتماع لحكومتي البلدين يعقد يوم الثلاثاء في ميسبرغ بالقرب من برلين، حيث ستبدأ الحكومتان في جهود لإيجاد أرضية مشتركة بشأن قضيتين رئيسيتين وهما الدفاع والقدرة التنافسية.
شاهد أيضاً : أمريكا تحذر من مخطط بين بوتين وكوريا الشمالية !