في ظل ارتفاع أسعاره.. روسيا تحكم قبضتها على تجارة القمح ؟!
تزيد روسيا محاولاتها لإحكام السيطرة على صناعة الحبوب الحيوية لديها، مما قد يمنحها قوة أكبر في مجال الصادرات، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بشأن العرض العالمي وفق ما ذكرت وكالة “بلومبيرغ” في تقرير أمس الأحد.
وبدأت عملية الدمج بعد اندلاع الحرب الأوكرانية، مما يترك 4 شركات فقط مسؤولة عن 3 أرباع صادرات الحبوب من محطات البحر الأسود الروسية.
ووفق “بلومبيرغ”، يمنح ذلك روسيا المزيد من النفوذ على إمدادات القمح التي كانت أساسية لترويض التضخم بأسعار الغذاء العالمية، كما أنه يجعل من الصعب على المتعاملين الأجانب الإلمام بتدفقات الحبوب هناك، في الوقت الذي يضر فيه سوء الأحوال الجوية بمحصول القمح في البلاد ويثير قلق السوق.
تابعونا عبر فيسبوك
ونقلت الوكالة الاقتصادية عن رئيس شركة “أغريسوريس” الاستشارية ومقرها شيكاغو بالولايات المتحدة، أن لدى روسيا رغبات في السيطرة على السلع الأساسية حقيقية، وتأثيرها على الحبوب آخذ في التزايد.
ومنذ اندلاع الحرب الأوكرانية، استهدفت موسكو بشكل متزايد الأصول المملوكة لأقطاب الأعمال المحليين وبعض وحدات الشركات الأجنبية، من منتج المعكرونة إلى الشركة الروسية التابعة لشركة دانون الفرنسية لصناعة الزبادي، إما للتأميم أو البيع المحتمل لشركة يفضلها الكرملين. كما سيطرت على أصول شركة زراعية قابضة لأنها تستهدف الدول “غير الصديقة” وفق التعبير الرسمي الروسي.
وبينما لا يزال التجار الغربيون يشترون البضائع من الموانئ الروسية، فإن الحصول على معلومات حول أشياء مثل أحجام المحاصيل وظروفها والمخزونات والصادرات أمر أكثر صعوبة منذ قيامهم بتقييد الأعمال هناك.
وقد يصبح هذا مصدر قلق أكبر لأن انتكاسات الحصاد تترك روسيا مع كميات أقل من القمح للتصدير.
ودفعت مشكلات تتراوح بين الجفاف والصقيع محللين إلى خفض تقديرات الإنتاج الروسي بصورة كبيرة، مما ساعد العقود الآجلة للقمح على الوصول إلى أعلى مستوياتها منذ تموز 2023، وأذكى المخاوف بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ويتوقع مجلس الحبوب الدولي أن ينخفض إنتاج روسيا من القمح بنحو 6% هذا العام.
ويمثل تقييم أشياء مثل تأثير الصقيع أحد التحديات التي تواجه وزارة الزراعة الأميركية التي تصدر توقعات للمحاصيل العالمية ولم يعد لديها موظفون على الأرض في روسيا، وهذا يعني أنها تعتمد بشكل أكبر على صور الأقمار الصناعية والتي قد لا تلتقط الضرر.
وتنشر الحكومة الروسية من حين لآخر توقعات الحصاد، في حين يقوم المستشارون المحليون المستقلون بجولات المحاصيل وينشرون بانتظام تقديرات الإنتاج التي تراقبها السوق عن كثب.
وفي حين ارتفعت أسعار القمح القياسية خلال الشهرين الماضيين، إلا أنها لا تزال أقل بنحو 50% عن المستوى القياسي المسجل عام 2022 عندما عطلت الحرب التدفقات عبر البحر الأسود.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحد الآفاق الأفضل للمحاصيل الأميركية من المخاوف المتعلقة بالإمدادات.
ووفق الوكالة، لا دلائل على أن روسيا تعطل إمداداتها بشكل ملحوظ، ويذهب جزء كبير من صادرات حبوبها إلى الدول التي تربطها بها علاقات سياسية جيدة.
ويسيطر أكبر 4 تجار روس الآن على 75% من الصادرات من محطات البحر الأسود، ارتفاعاً من 45% قبل 6 أعوام، وفق ديميتري ريلكو مدير شركة إيكار الاستشارية ومقرها موسكو.
شاهد أيضاً : لأول مرة في العالم.. دولة تسجل 3 ملايين مسافر جواً خلال يوم واحد