مظلوم عبدي.. قنديل فوق العشيرة !
همّشتهم “قسد”.. واحتكرت لنفسها كل الصلاحيات، استبعدتهم من إدارة حقول النفط والغاز، ونصبّت عليهم “أمراء حرب” بلا حسب ولا نسب.. وفاسدين، وفوق ذلك تلاحق أبناءهم بتهم جاهزة.. وتُعسكر نساءهم!.
وهذا ليس كل شيء!
العشائر العربية في الجزيرة السورية تبحث عن تمثيل مفقود تحت وصاية “قسد”.. وفي كل مرة تكاد تثور فيها ثائرة العشائر يأتي “مظلوم عبدي” المُدار من “جبال قنديل” بوجهائهم ويبيعهم كلاماً في مهرجان!.
5 آلاف شخصية، معظمهم من وجهاء العشائر، جاء بهم قائد “قسد” من كل حدب وصوب على أرض الجزيرة.. جمعهم في خيمة، وقال لهم إنه “ملتزم بالوعود” التي قدمها.. فأي التزام؟ وأي وعود؟
منذ سيطرتها على أرياف محافظة دير الزور، قسمت “قسد” المنطقة إلى كانتونات هي: المنطقة الغربية وغالبية سكانها من عشيرة البكارة، والمنطقة الوسطى من قبيلة العقيدات، والمنطقة الشمالية بغالبية من عشيرة البكير، والمنطقة الشرقية التي تضم عشيرتي الشعيطات وهجين.
واعتمدت “قسد” في سياستها على تنصيب أشخاص موالين لها زعماء على هذه المناطق، ومنحتهم امتيازات محدودة، في محاولة لتصديرهم اجتماعياً، وزيادة شعبيتهم لتمرير أجندتها.
كان منهم قائد مجلس دير الزور العسكري “أحمد الخبيل”، الذي جعلت منه أميراً فعلياً على العشائر وصاحب الكلمة الفصل، رغم أنه لم يكن معروفاً وليس محسوباً على الوجهاء أو الشيوخ، وفوق ذلك كان السكان يشتكون من فساده!.
وقد خرجت احتجاجات شعبية ضدها بسبب ذلك في عدة أماكن منذ عام 2019.
تابعونا عبر فيسبوك
لم تكن المشكلة التي اندلعت بين “قسد” والخبيل الصيف الماضي وأدت لاعتقاله وإزاحته من قيادة المجلس العسكري هي السبب في انتفاضة العشائر، إلا أن بؤرة التمرد تفجرت نتيجة الاستياء المحلي من الحكم الكردي، والخسائر التي وقعت في صفوف المدنيين خلال عملية “قسد” ضد جماعة “أحمد الخبيل”.. وكان من نتائجها إعلان زعيم قبيلة العكيدات الشيخ إبراهيم الهفل التمرد، حتى صار رمزاً لجماعة “مقاتلي العشائر” المسلحة، التي استطاعت “قسد” إجهاضها لاحقاً بالقوة المفرطة، لكن الجمر لا يزال تحت الرماد!
تتعامل “قسد” وقائدها “مظلوم عبدي” مع العشيرة بمنطق وظيفي، تحاول من خلاله الوصول إلى شرعية لسلطتها في دير الزور، وكسب ود سكانها ودعمهم، عن طريق استمالة وجهاء وشيوخ مختارين من قبلها، ودعم هؤلاء بالمراكز والتمثيل ومنحهم الامتيازات.. فهل يجدي هذا نفعاً؟!
ملّت العشائر الوعود بعدم تهميشها وتمكينها اقتصادياً وتخفيف الضغط الأمني عن أبنائها، وتوزيع ثروات شرقي الفرات عليها بشكل عادل.. ولكن بقيت انتفاضتها التي هبت الصيف الماضي دون المستوى المطلوب.. واستطاعت “قسد” استمالة بعض الشيوخ لـ”لملمة السيرة”!
يرى مراقبون أن الوضع في مناطق العشائر سيبقى بعيداً عن الاستقرار، ولن تجدي خيم المؤتمرات التي تقيمها “قسد” شيئاً.. فدائرة النار تتسع.
الهبة العشائرية بدأت بمظاهرات في 2019.. توسعت ثم تطورت إلى تمرد مسلح العام الماضي، وصولاً إلى الانتفاضة.. لقد أصبح المقتنعون من العشائر بأن “قسد” قوة احتلال أكثر من أن ينجح «مظلوم عبدي» في إقناعهم بأنه شريك في الوطن!.
شاهد أيضاً: حادثة خطيرة في دولة أوروبية.. والمتهم سوري ؟!