أغرقتها بـ”القمامة”.. كوريا الشمالية تستفز جارتها الجنوبية ؟!
في إجراء يعتبر تجاهلاً مباشراً لتهديدات جارتها الجنوبية، والتي توعّدت بـ”إجراءات لا تطاق” ضد بيونغ يانغ، استأنفت كوريا الشمالية اليوم إرسال “بالونات القمامة” عبر الحدود إلى الجنوب.
وأكد مسؤولون وتقارير إخبارية أن كوريا الشمالية أرسلت بالونات تحمل القمامة إلى كوريا الجنوبية، وذلك بعد أسبوع من تعهدها بمواصلة فعل ذلك إذا استمر إرسال منشورات مناهضة لبيونغ يانغ من الجنوب.
وصباح اليوم، عثرت السلطات على عشرات البالونات المحملة بالقمامة في سيؤول وفي مناطق قريبة من الحدود خلال الليل.
وأكد الجيش الكوري الجنوبي في وقت متأخر، أمس السبت، أن كوريا الشمالية أطلقت البالونات مجدداً.
وقالت حكومة كوريا الشمالية إن “البالونات أُرسلت رداً على منشورات مناهضة لبيونغ يانغ أطلقها نشطاء كوريون جنوبيون كجزء من حملة دعائية”، مضيفةً أنها “أطلقت المئات منها ابتداء من أواخر أيار تحمل القمامة والسماد”.
تابعونا عبر فيسبوك
ورداً على استئناف الإرسال، قال جيش كوريا الجنوبية إنه يأخذ مسألة البالونات “على محمل الجد”، وإنه في حالة تأهب لاتخاذ إجراءات رداً على ذلك عند الضرورة، لكنه لم يوضح الإجراءات التي سيتخذها.
وكانت كوريا الجنوبية قد حذرت من أنها ستتخذ إجراءات “لا تطاق” ضد كوريا الشمالية لإرسالها “بالونات القمامة”.
وذكر مجلس الأمن الوطني في كوريا الجنوبية، في بيان، أن “سيؤول ستبدأ استخدام الدعاية الصاخبة الموجهة لكوريا الشمالية عبر مكبرات الصوت عند الحدود رداً على استئناف إرسال بيونغ يانغ بالونات معبأة بالقمامة”.
وقالت الرئاسة، في بيان: “سننصب مكبرات صوت نحو كوريا الشمالية اليوم ونبدأ ببث مواد دعائية”، مشيرة إلى أن “الشمال يتحمل كامل مسؤولية تصعيد التوتر بين الكوريتين”.
وقدر الجيش الكوري الجنوبي عدد بالونات النفايات التي أرسلتها كوريا الشمالية، السبت، بحوالي 330، وذلك بعدما أرسل نشطاء من جنوب شبه الجزيرة بالطريقة نفسها منشورات دعائية ضد النظام في بيونغ يانغ.
وأعلنت هيئة أركان القوات المسلحة في سيؤول في بيان أنه “سقطت حتى الآن حوالى 80 بالونا في منطقتنا ولم يتم رصد أي شي في الجو في الوقت الحاضر”، موضحةً أن تحليل البالونات يظهر أنها لا تحتوي على “مواد خطيرة”.
وأكد خبراء أنّ استئناف سيؤول حملتها عبر مكبّرات الصوت قد تكون له تداعيات خطيرة، وقد أدّت الدعاية المتبادلة بين الكوريتين في الماضي إلى عواقب خطيرة على العلاقات بينهما.
ويثير البث عبر مكبرات الصوت، وهو تكتيك يعود إلى الحرب الكورية في فترة 1950-1953، غضب بيونغ يانغ التي هدّدت في السابق بشنّ قصف مدفعي على وحدات مكبّرات الصوت ما لم يتمّ إطفاؤها.
وتراجعت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع تعثّر الدبلوماسية منذ فترة طويلة وتكثيف كيم اختبارات الأسلحة وتطويرها، بينما يتقرّب الجنوب من الحليف الأمني الأمريكي.
وخلال فترة تحسّن العلاقات في العام 2018، اتفق زعيما الكوريتين على “وقف الأعمال العدائية المتبادلة بشكل كامل في كلّ المجالات”، بما في ذلك إرسال المنشورات الدعائية.
ومرّر البرلمان الكوري الجنوبي في العام 2020 قانوناً يجرّم إرسال منشورات إلى كوريا الشمالية، ولكن هذه النشاطات لم تتوقف.
وفي العام ذاته، انتقدت بيونغ يانغ إرسال منشورات دعائية، وقطعت من جانب واحد روابط الاتصال العسكرية والسياسية الرسمية مع الجنوب، كما فجّرت مكتب الاتصال بين الكوريّتين على جانبها من الحدود.
بدورها، ألغت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية العام الماضي القانون الذي أُقرّ في العام 2020، واصفة إياه بأنّه تقييد لا مبرّر له لحرية التعبير.
شاهد أيضاً : صراع نووي منتظر.. ماذا يعني وصول مدربين فرنسيين إلى أوكرانيا ؟!