“بصقة في الوجه”.. فيديو “نتنياهو” يثير غضب الإدارة الأمريكية ؟!
توتر كبير يسود العلاقات بين “إسرائيل” والإدارة الأمريكية، على خلفية مقطع فيديو نشره رئيس حكومة “تل أبيب” بنيامين نتنياهو، زعم فيه أن واشنطن “تعرقل شحنات الأسلحة إلى إسرائيل”، بحسب ما كشفته وسائل إعلام عبرية.
وأكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في صفحتها الأولى، أنّ التوتر بين “إسرائيل” والولايات المتحدة “بلغ الذروة”، مشيرةً إلى غضب المسؤولين الأمريكيين من فيديو نتنياهو.
وزعم رئيس حكومة الاحتلال في هذا الفيديو أنّ الأمريكيين “يعرقلون شحنات أسلحة إلى إسرائيل”، علماً بأنّ وزير الخارجية الأمريكي، أكد بعد ذلك، في مؤتمر صحافي، أنّ بلاده ستواصل تقديم الأسلحة إلى الاحتلال بصورة طبيعية كما في السابق، ما عدا شحنة قنابل واحدة تم تعليقها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض تأكيده أنّ نتنياهو “يحاول إنقاذ نفسه من أزمة سياسية”، مشدداً على أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، “فعل الكثير من أجله”، ليحصل في النهاية على “بصقة في الوجه”.
تابعونا عبر فيسبوك
إلى جانب ذلك، أكدت مصادر سياسية للصحيفة أنّ نتنياهو “سبّب ضرراً هائلاً”، موضحةً أنّ ثمة عمل على ألا “تظهر هذه الخلافات إلى العلن”.
في السياق نفسه، أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية، أنّ إدارة بايدن “غاضبة من فيديو نتنياهو”، مشيرةً إلى أنّ موظفين أمريكيين كباراً يتهمونه بـ”نكران الجميل، ومحاولة التدخل في سياسة قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل”.
ورأى هؤلاء المسؤولون أنّ نتنياهو “يحاول العمل ضدّ بايدن، بينما يقترب الأخير من المرحلة الأخيرة من المعركة الانتخابية”، بحسب ما نقلته عنهم الصحيفة.
وأوردت “هآرتس” أنّ البيت الأبيض ألغى اجتماع حوار استراتيجي، مخطط مسبقاً بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، بشأن إيران، والذي كان من المفترض أن يستمر يوماً كاملاً، وذلك رداً منه على تصريحات نتنياهو في الفيديو.
وبدلاً من هذا الاجتماع، اكتفى البيت الأبيض بآخر قصير ومحدود، بين مستشار “الأمن القومي الإسرائيلي” تساحي هنبغي، ونظيره الأمريكي جيك سوليفان، في خطوة شكّلت “مفاجأةً لإسرائيل”، وفقاً لما ذكرته الصحيفة.
في السياق نفسه، أوردت الصحيفة تصريحاتٍ للناطقة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أدلت بها أمس، مؤكدةً أنّ “واشنطن لا تملك فكرةً عما يقوله نتنياهو”.
وتقول الإدارة الأمريكية أيضاً إنّها، وخلافاً لادّعاء رئيس الحكومة “الإسرائيلي”، وافقت على سلسلة من شحنات الأسلحة إلى “إسرائيل” في الأشهر الأخيرة، ما عرّضها لانتقادات من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي.
ولم يكن مضمون الفيديو الأمر الوحيد الذي أغضب الإدارة الأمريكية، بل توقيته أيضاً، بحسب “هآرتس”، إذ إنّه جاء بعد أيام على زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى “إسرائيل”، وتزامناً مع محاولات المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكستين، إيجاد حلّ يمنع الحرب الشاملة بين “إسرائيل” والفصائل في لبنان.
وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله: “كان بإمكان نتنياهو أن يقول كل ما يريد قوله لنا إلى بلينكن وهوكستين. لم يكن هناك داعٍ لنشر مثل هذا الفيديو”.
يُضاف إلى ما سبق اعتقاد بعض المسؤولين الأمريكيين بأنّ نتنياهو “يحاول التدخل في الانتخابات الرئاسية”، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أنّ هجوم نتنياهو على واشنطن، وباللغة الإنكليزية، “يذكّر بتصريحاته حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2012”.
وبحسب “هآرتس”، فإنّ الإدارة الأمريكية “لا تنوي اتهام نتنياهو صراحةً بمثل هذا الأمر، في الوقت الحالي، بحيث تحاول إيجاد طريقة تنهي فيها الأزمة الحالية”.
وقالت المصادر إنّ هوكستين والسفير الأمريكي لدى الاحتلال، جاك لو، وبدلاً من الحديث عن لبنان، “قضيا معظم الاجتماع في بعث رسالة قوية إلى نتنياهو بشأن الأزمة التي سبّبها بملء يديه”.
من جهته، رفض مكتب وزير الأمن “الإسرائيلي” يوآف غالانت التعليق على مزاعم نتنياهو، قائلاً: “نأسف للتسريبات والتصريحات غير المسؤولة”.
شاهد أيضاً : لقاء أمريكي – إيراني في أربيل لوقف التصعيد في لبنان