السوريون عرفوا حمية “البحر المتوسط” قبل 4000 سنة !
كشفت دراسة نشرت في دورية “بلوس وان” مؤخراً، فإن الناس في سوريا القديمة كانوا يأكلون على الأرجح الحبوب الكاملة والعنب والزيتون مع كميات صغيرة من منتجات الألبان واللحوم، بشكل يشبه “حمية البحر الأبيض المتوسط” التي تُعد الآن واحدة من أهم الحميات الغذائية الصحية، وتفيد بشكل خاص مع مرضى القلب والسكري والسمنة.
واستخدم فريق بحثي دولي تحليلات النظائر للبقايا النباتية والحيوانية والبشرية من موقع أثري يسمى “تل تويني”، ويقع على بعد كيلومتر واحد شرق مدينة جبلة في سوريا لرسم خريطة لكيفية تدفق العناصر الغذائية عبر السلسلة الغذائية والأنظمة الزراعية على هذه الأرض مع مرور الوقت في العصر البرونزي الأوسط (بين عامي 2000 و1600 قبل الميلاد).
ووفقاً للدراسة، أظهرت البقايا البشرية من هذه الفترة مستوى منخفضا نسبيا من أحد نظائر النيتروجين (ويسمى دلتا 15 إن) الذي يشير إلى استهلاك الناس لنظام غذائي يعتمد في الغالب على نباتات مثل الحبوب والزيتون.
وإلى جانب ذلك عثر الفريق على بقايا أغنام وماعز وأبقار عاشت في تلك الفترة، مما يشير إلى أن هذه الحيوانات كانت تؤكل أحيانا وتُستخدم للحلب، مما يعني أن السكان المحليين كانوا على الأرجح يستهلكون بعض البروتين الحيواني أيضا.
ووجد الباحثون أن جميع أنواع العنب الموجودة في تل تويني احتوت على مستويات عالية نسبيا من نظير الكربون المسمى “دلتا 13″، مما يشير إلى أن الثمار تلقت كمية كافية من الماء وتم الاعتناء بها جيدا، وهو ما يعني اهتمام الناس في تلك الفترة بوجبات غنية بالفواكه.
تابعونا عبر فيسبوك
وتُعرف النسخة الحديثة من حمية البحر الأبيض المتوسط على أنها نظام غذائي يركز على الأطعمة النباتية والدهون الصحية، وتشمل الإكثار من الخضار والفواكه والفاصوليا والعدس والمكسرات، مع كمية جيدة من الحبوب الكاملة مثل الأرز البني، إلى جانب زيت الزيتون كمصدر للدهون الصحية.
وإلى جانب ذلك يتناول الشخص كمية جيدة من الأسماك الغنية عادة بأحماض أوميغا 3 الدهنية، مع كمية معتدلة من الجبن والزبادي الطبيعي، وكميات قليلة من اللحوم الحمراء، أو اختيار الدواجن أو الأسماك أو البقوليات عوضا عن اللحوم الحمراء.
وتتضمن الحمية كذلك تناول القليل جدا من الحلويات أو المشروبات السكرية أو الزبدة، أو عدم تناولها على الإطلاق.
وتعد تلك الحمية إلى الآن أحد أهم ترشيحات الأطباء لتحسين الصحة بشكل عام، وللمرضى بشكل خاص في حالات مثل الأمراض القلبية الوعائية والسكري من النوع الثاني والسمنة إلى جانب اضطرابات الأمعاء والالتهابات المزمنة.
شاهد أيضاً: اليابان.. تطوير روبوت بجلد بشري