آخر الاخباررئيسيسياسة

“ترويج للتطبيع وتكريس للانقسام”.. المعارضة السورية و”إسرائيل” حب من طرف واحد ؟!

تحقيق يكشف النشاط التطبيعي للمدعو "فهد المصري" وهو معارض سوري يرأس "جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا" ويديرها من باريس

تمهيد

لم تكن مشاهد معارضين سوريين أمثال “كمال اللبواني” مستغربة عندما زار “تل أبيب” في فلسطين المحتلة، للتحدث عن السلام والانفتاح.. مع بدايات الحرب السورية.

وبعد ذلك سرعان ما تكشفت نوايا تلك “المعارضة” من خلال أصوات تمثل توجهاتهم أمثال “اللبواني” و”فهد المصري” وغيرهم.

العامل المشترك هو “السلام” والترويج للتطبيع مع “إسرائيل” بشتى السبل والوسائل، وإن كان “اللبواني” قد دعا لنظريته خلال لقاء تلفزيوني مقتضب، فإن ما سننقله لك في هذه القصة هو  ترويج للتطيبع عبر الوسائل الحديثة، وبشبكة معقدة من الأشخاص والحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.

البداية

البداية من تحقيق نشرته منصة “آيكاد” المختصة بالتحقيقات عبرالمصادر المفتوحة، والتي درست وحللت مجموعة حسابات لهيئات وشخصيات من المعارضة السورية تمارس نشاطاتها من أوروبا.

“آيكاد” بدأت تحقيقها من صفحة “جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا”، والتي تتبع نهج المعارضة ويرأسها السوري” فهد المصري” من باريس.

المشوار التطبيعي للمصري، لم يبدأ من الفيسبوك، بل سبقه دعوات وإعلانات للتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” علانيةً ولكن ما كان يدور في الخفاء أشد وأدهى .

تابعونا عبر فيسبوك

“آيكاد” كشفت أن صفحة “جبهة الإنقاذ الوطني”، مرتبطة بمجموعة على فيسبوك تحت اسم “سوريون وإسرائيليون من أجل السلام”.

وهذه المجموعة يديرها “فهد المصري” بالتعاون مع المدعو” عبد السلام العجيني” الذي يعرف نفسه بأنه محاضر باللغة الإنجليزية في جامعة إدلب، أما نشاط المجموعة المذكورة يتركز على الترويج للتطبيع بين سوريا و”إسرائيل” بشكل أساسي، إضافةً إلى مهاجمة الفـ.صـ.ائل الفلسطينية، وترويج الرواية الإسرائيلية عن ما حصل في السابع من أكتوبر.

آلاف الحسابات وصحفية وضابط أمن !

بعد التحليل المعمق الذي أجرته “آيكاد” لشبكة الحسابات المرتبطة بمجموعة “سوريون وإسرائيليون من أجل السلام”، رصدت ترويجها ودعمها بشكل مستمر لمنشورات ضابط أمني إسرائيلي سابق يدعى (Ali Kaskush) أو “علي كاسكُش”.

وتبين بعد البحث أن هذا الضابط من أصول عربية وهو مستشار برلماني، ويعمل كمحاضر في قسم الإعلام الوطني التابع للحكومة الإسرائيلية، يقدم التدريب لضباط إسرائيليين حول كيفية دراسة المجتمع العربي في “إسرائيل”.

وكشف التحقيق ارتباط هذا الضابط الإسرائيلي بصفحة أخرى على فيسبوك تسمى “إسرائيل وسوريا معًا من أجل السلام”، والتي تبين ارتباطها هي الأخرى بمجموعة “سوريون وإسرائيليون من أجل السلام،  التي يشرف عليها المدعو “فهد المصري”.

تابعونا عبر فيسبوك

بالتحليل المتتابع الذي ركزت فيه “آيكاد” على كل الحسابات المرتبطة بالضابط الإسرائيلي تبين ارتباطهم ما يسمى بـ “اللجان الإسرائيلية السورية”، وهذه اللجان تضم آلاف الحسابات على منصة “إكس”، وتعود كلها بالتبعية للضابط “علي كاسكُش”.

ووفقاً لـ آ”يكاد” بلغ عدد الحسابات التي أُنشأت من أكتوبر/ 2023 إلى 26 يونيو/ 2024 نحو 2,074 حساب، وتتبع جميعها إلى “اللجان السورية الإسرائيلية”، وتلك اللجان يديرها الضابط  الإسرائيلي”علي كاسكش”.

ولوحظ أن هذه الحسابات جميعها تزامن نشاط ذروتها مع وقع المعارك في القطاع والغريب أن بعضها كان يروج لصورالمعارض “عبد الباسط الساروت”.

كما رصدت المنصة، ارتباط تلك الحسابات بالصحفية السورية – الأمريكية هيفي بوظو، والتي تكتب مقالات في صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، و لها صورة مع الناطق بلسان جيش الاحتلال “أفيخاي أدرعي”.

إلى ماذا تهدف ؟!

التحقيق الذي أجرته منصة “آيكاد” خَلص إلى أن جميع هذه الصفحات تتبع ركائز معينة ومنهجية مدروسة عبر محورين أساسيين هما: ترويج للتطبيع مع “إسرائيل”، وتكريس لفكرة أن “إسرائيل” تريد السلام بينما أن الفلسطينيين لا يريدون السلام وهم “المعتدون” وفقاً لما تروجه تلك الحسابات.

ثانياً والأهم هو إشعال الفتنة الطائفية والعرقية بين السوريين أنفسهم ومن ثم إشعال الفتن بين السوريين والشعوب الأخرى على سبيل المثال تم اكتشاف حسابات متعددة تحت أسماء (القومية السورية، عماني ضد السوريين، تيار سوريا أولاً، سوريا للسوريين).

الخلاصة

الخلاصة أن كل هؤلاء “المعارضين” أمثال “فهد المصري” و”كمال اللبواني” وغيرهم، تحولوا لأداة وظيفية في يد “إسرائيل” بعد فشلهم في قلب الطاولة في دمشق، وباتوا ذباب إلكتروني لا أكثر، يخدم التوجهات الإسرائيلية  في المنطقة.

 

شاهد أيضاً: الهدهد 2.. فوق الجولان المحتل يجدد مفهوم الردع ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى