تركيا تجهّز الشمال السوري لعودة كبيرة إلى دمشق ؟!
كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ترحيبه بعودة العلاقات مع سوريا، عبر تصريحات أدلى بها منذ أيام، أعلن فيها أنه سيوجه دعوة لنظيره السوري بشار الأسد لزيارة تركيا، بحسب ما أفادته وكالة “الأناضول” التركية.
وأوضح أردوغان أن تركيا ترغب في عودة العلاقات مع دمشق إلى سابق عهدها، فيما تلتزم سوريا الصمت انتظاراً لما ستسفر عنه الجهود الروسية والعراقية لعقد حوار سوري – تركي مرتقب في بغداد.
وأشار أردوغان، الذي أطلق تصريحاته أثناء عودته من ألمانيا بعد حضور مباراة لمنتخب بلاده في بطولة “الأمم الأوروبية”، إلى وجود مسارين حاليين للتقارب مع سوريا، مبيّناً أن الرئيس الروسي بوتين ورئيس الوزراء العراقي لديهما نهج للاجتماع مع الأسد، وأضاف: “نحن نتحدث عن الوساطة، فما المانع من التحدث مع جارتنا؟”.
في السياق، أعلنت وزارة الداخلية التركية القبض على عدد من المتسببين بحوادث العنف ضد السوريين على خلفية عنصرية في عدة مناطق من تركيا، أبرزها ولاية قيصري.
تابعونا عبر فيسبوك
كما عرضت منصات رسمية تركية تسجيلات مصورة لسوريين تم القبض عليهم في الداخل السوري بعد قيامهم بإحراق العلم التركي.
وظهرت في الصور مشاهد لمراهقين وشبان يعبّرون عن ندمهم على فعلتهم ويقومون بتقبيل العلم التركي، في رسالة موجهة إلى المناطق الخاضعة للسيطرة التركية في شمال غرب سوريا.
من جهة أخرى، أفادت مصادر “معارضة” بأن السلطات التركية وجهت تحذيرات شديدة اللهجة إلى “زعماء الفصائل وبعض المؤثرين في الرأي العام في مناطق المعارضة”، مؤكدة أن أي تحركات مناوئة لتركيا ستواجه بحزم شديد.
وأوضحت المصادر أن ثلاثة اجتماعات عقدت خلال اليومين الماضيين، أحدها في معبر باب الهوى مع مسؤولي “هيئة تحرير الشام”، واثنان آخران مع “قادة الفصائل”، أحدهما في منطقة حوار كلس شمالي حلب.
وحرصت أنقرة خلال هذه الاجتماعات على توجيه رسائل واضحة بضرورة ضبط الشارع ومنع أي انفلات أو تكرار للفوضى.
وأشارت المصادر إلى أن “مسؤولي الفصائل” التزموا الصمت خلال الاجتماعات، بينما طالب بعض الحاضرين تركيا باتخاذ مواقف مغايرة، إلا أن المسؤولين الأتراك لم يظهروا أي استجابة واضحة، مكتفين بالتركيز على الجانب الأمني.
ولفتت المصادر إلى أن تصريحات أردوغان بأن من يرفض التقارب بين أنقرة ودمشق ينتمي إلى “تنظيم الدولة” أو إلى أحزاب كردية انفصالية، كان لها وقع كبير في “الأوساط السياسية والفصائلية المعارضة”.
في النهاية، يظهر التحرك التركي الأخير واستمرار الغزل السياسي لدمشق، إصرار أنقرة على المضي قدماً في مسار التطبيع مع سوريا، بعد الأضرار الكبيرة التي سببتها السياسة العدائية منذ عام 2011 في التركيبة السكانية والاقتصاد التركي.
كما تأتي هذه الاستدارة التركية بعد تحول السوريين إلى عبء كبير، سواء داخل تركيا أو في الشمال السوري الذي يشهد تكدس النازحين وانتشار عشرات “الفصائل المختلفة الأيديولوجيات”.
شاهد أيضاً : “قسد” تعتقل مرشحي مجلس الشعب السوري شرق سوريا.. والسبب ؟!