آخر الاخباررئيسيسياسة

سوريا وأوروبا.. ماذا تعني التحركات الأخيرة نحو دمشق ؟!

بعد 5 أيام من دعوة ثماني دول أوروبية الاتحاد الأوروبي لإعادة تقييم العلاقات مع دمشق، شهدت علاقة بعض دول الاتحاد مع سوريا تطورات متسارعة خلال أسبوع واحد، أبرزها إعلان إيطاليا رسمياً تعيين سفيراً لها في دمشق.

هذه التحركات سبقها قرار دولة التشيك، في حزيران الماضي، تشكيل لجنة “تقصي حقائق، لإعادة اللاجئين السوريين لوطنهم”.

للتحركات الأوروبية أبعادها، وفي حين تقول هذه الدول إن الدعوة جاءت لـ”أسباب إنسانية”، وفق ما نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية حينها، إلا أنها قد ترتبط كذلك بملف اللاجئين السوريين وعودتهم إلى “مناطق آمنة”، في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات المتحدة الأمريكية بانتخاباتها الرئاسية، واحتمال عودة الرئيس السابق، دونالد ترامب، إلى السلطة.

ووفق مراقبين، فإن هذه التحركات تتعلق بأوروبا وما تريده من إعلان انفتاحها على دمشق، بعد سنوات من “تواصل سري على الصعيدين الأمني والاستخباراتي”.

تابعونا عبر فيسبوك

عقب اندلاع الأزمة في سوريا عام 2011، قررت دول الاتحاد الأوروبي سحب سفرائها وإغلاق بعثاتها الدبلوماسية، إلا أن هذا القرار لم يشمل جميع الدول بطبيعة الحال، واستمرت المجر والتشيك بالعمل داخل العاصمة السورية.

ورغم القطيعة الدبلوماسية بين عدد كبير من دول الاتحاد وسوريا لسنوات طويلة، فإن العلاقات الأمنية لم تكن كذلك، على الأقل وفق ما كشفه مدير الأمن العام اللبناني السابق عباس إبراهيم، عن تنظيمه لمحادثات وزيارات متبادلة لمسؤولين سوريين وأوروبيين، بما في ذلك زيارة مدير مكتب الأمن الوطني حينها علي مملوك، إلى العاصمة الإيطالية روما بطلب من الاستخبارات الإيطالية.

وقال إبراهيم في تصريحات نقلتها مجلة “المجلة” السعودية، في تشرين الثاني 2023، إن مدير الاستخبارات الإيطالية زار دمشق برفقته أيضاً.

وعلى الرغم من أن الخطوات الأوروبية تعتبر حالة متميزة على الصعيد السوري، خاصة عقب التحركات العربية في أيار 2023، مع إعادة منح دمشق مقعد سوريا في الجامعة العربية، أو التحركات التركية الأخيرة في مجال إعادة العلاقات مع دمشق، فإن الحالة الأوروبية قد تكون مختلفة، بحسب المراقبين.

ودعت دول أوروبية خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم العلاقات مع سوريا والتواصل مع دمشق، وفق ما ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية في 22 من تموز الحالي.

وقالت إنه قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، دعت ثماني عواصم، بما في ذلك روما وفيينا، الاتحاد إلى “مراجعة وتقييم” نهجه تجاه سوريا.

وفي رسالة إلى كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قالت الصحيفة إنها اطلعت عليها، كتب وزراء خارجية النمسا، وكرواتيا، وقبرص، والتشيك، واليونان، وإيطاليا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، “هدفنا هو سياسة أكثر نشاطاً وتوجهاً نحو النتائج وعملية في سوريا، وهذا من شأنه أن يسمح لنا بزيادة وفعالية مساعداتنا الإنسانية”.

وورد في رسالة وزارة الخارجية “أنه منذ عام 2017، أدى استقرار الصراع، والغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، والتحركات التي اتخذتها الدول العربية لإعادة العلاقات مع سوريا إلى تغيير في الديناميكيات”

ورغم هذه “التطورات المهمة”، حسب وصفهم، أضاف الوزراء، “لم تتطور سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا، ونتيجة لذلك فإن الجهد الإنساني الضخم لا يترجم إلى دور سياسي مماثل”.

واقترح الوزراء إنشاء مبعوث للاتحاد الأوروبي في سوريا يمكنه التواصل ليس فقط مع الجهات الفاعلة السورية، ولكن أيضاً مع دول أخرى في المنطقة، إلى جانب إعادة التواصل مع سفير سوريا لدى الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل.

شاهد أيضاً : قاعدة “كونيكو” الأمريكية تحت النار مجدداً شرق سوريا ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى