فرنسا.. بلاد النفايات والعراة !
ارتبط اسمها ببرج إيفل ومتحف اللوفر وشارع الشانزليزيه، وارتبط تاريخها بالنفايات والمجاري ونبذ الاستحمام، وبالجرذان والبعوض والطاعون وبؤساء فيكتور هيغو، أما حاضرها فمرتبط بالنفايات أيضاً.. ومعها المثلية والشذوذ وازدراء الأديان.
عام 2018 حدثت ملاسنة من وراء الحدود بين طهران وباريس.
الرئيس الأسبق حسن روحاني قال في اجتماع للحكومة إنه “في فرنسا كان الناس يفتخرون بعدم الاستحمام، والملك لويس الرابع عشر نفسه تفاخر بعدم الاستحمام طوال حياته”.
الموقع الإلكتروني لقصر “فرساي” الفرنسي ردّ على تصريح الرئيس الروحاني، وكان اللافت أنه لم ينفي نفور حكام القصر قبل قرون من الاستحمام بل برره، وقال: “إذا كان صحيحاً عدم الاستحمام كثيراً في فرساي إبان عهد لويس الرابع عشر، فإن ذلك مرده ليس قلة النظافة، إنما انعدام الثقة بالمياه التي كان يعتقد أنها تساعد في انتشار الأوبئة”!.
يُروى أن لويس الرابع عشر لم يستحم في حياته إلا مرة واحدة أو مرتين، وكان قصر “فرساي” في عهده أكثر مكان قذر في فرنسا لأن الملك والأمراء والأميرات كانوا يتخلصون من حاجاتهم الخاصة داخل دهاليز القصر وتحت سلاليمه وفوق شرفاته وفي حدائقه.. حتى شاع بين الفرنسيين مثل عن القذارة، فكان يقول للإنسان القذر “أنتن من فرساي”!.
يروي الكاتب النمساوي ساندور ماراي في كتابه “اعترافات بورجوازي” أن مبعوث روسيا القيصرية قال إن رائحة لويس الرابع عشر “أقذر من رائحة الحيوان البري”!.
أحياء باريس، وقبل أن يعرف العالم عطرها، كانت خلال العصور الوسطى مكباً ضخماً للنفايات، ولم يكن سكانها يعرفون المراحيض بل يقضون حاجتهم في الشوارع ويلقون فضلاتهم ومخلفاتهم في الساحات العامة التي كانت مرتعاً للقوارض والجرذان!.
خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، خشي سكان باريس من استخدام الماء بعد انتشار مرض الزهري، ووصل الأمر حدّ التأقلم مع القاذورات والأوساخ، وكان البديل عن الاستحمام استخدام العطور بشكل مفرط لإخفاء الروائح الكريهة!.
يقال إن الفرنسيين كانوا يستحمون بمعدل مرة واحدة كل عامين!.
في العصر الحالي، تدهورت القيم الفكرية والروحية في فرنسا، وصارت قوانينها وأعرافها واحتفالاتها تجسيداً لـ”الخواء الأخلاقي”.
تابعونا عبر فيسبوك
وبينما بقيت معضلة النظافة تتفاقم وتخنق النفايات باريس حتى يومنا هذا، وبينما أصبح عدد الجرذان في المدينة عام 2024 ضعف عدد سكانها، بدأت قبل عدة سنوات تفوح منها روائح الشذوذ الكريهة!.
عام 2013، أصبح زواج المثليين قانونياً في فرنسا، ولاحقاً منعت السلطات الفرنسية استخدام كلمتي “أب” و”أم” في استمارات المدارس والأوراق الرسمية.
وكان القانون الأكثر إثارة للجدل هو قانون “الموت لا يمنع الزواج”، حيث سمح بتزويج الأشخاص من شركاءهم بعد الوفاة، حال ثبوت نية المتوفي الاقتران بشريكه!.
حتى عام 2019 كان قد تم تسجيل أكثر من 40 ألف عقد زواج مثلي في فرنسا!.
وكانت خلاصة الانهيار الأخلاقي في حفل افتتاح أولمبياد باريس.
في الحفل تم تقديم عرض بعنوان “ملكة السحب” ظهر فيه رجل يرتدي ملابس نسائية ويضع مساحيق التجميل، يجسد مع مجموعة من المثليين والعراة لوحة “العشاء الأخير” للسيد المسيح.
كثيرون اعتبروا أن “عرض الشواذ” أمر خطير هدفه إفراغ الدين من محتواه ضمن عملية مدروسة وممنهجة من قوى مخفية في العالم عابرة للحدود تستهدف القضاء على الدين!.
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قال تعليقاً على أحداث الأولمبياد: إن الغرب تخلى تدريجياً عن الروابط الروحية والفكرية مع الخالق والوطن والأسرة، ما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية العامة في المجتمع!.
في فرنسا نصيرة الحريات، بإمكانك ازدراء الأديان والسخرية من الأنبياء دون حساب، فهذه حرية تعبير!.. أما أن تحرق دمية تمثّل ماكرون – كما حدث عام 2019.. فإن ذلك يقودك إلى السجن، وبلا حرية بلا بطيخ!.
شاهد أيضاً: سماء مشتعلة وأضرار كبيرة على الأرض.. الحرب الأوكرانية تلتهب ؟!