آخر الاخباررئيسيسياسة

حرب عالمية ثالثة كادت تندلع بسبب «حرب تشرين 1973»!

شنّت القوات السورية والمصرية هجوماً ضد «إسرائيل» في 6 تشرين الأول عام 1973، لتحرير الأراضي التي احتلتها «إسرائيل» في «نكسة حزيران» عام 1967.

وبعد أن كانت الغلبة لسوريا ومصر، توقّف الجيش المصري بعد عبور قناة السويس، وتحوّل الضغط العسكري الإسرائيلي باتجاه الجبهة الشمالية السورية، مع تحرّك أمريكي سريع لمساندة «الإسرائيليين»، وقلب معادلة الحرب.

كذلك تحرّك الاتحاد السوفييتي لدعم حلفائه السوريين والمصريين، ووصل حدّ التهديد بإدخال قوات سوفيتية لمساندة سوريا ومصر، مع فشل محاولات السوفييت إقناع الأمريكيين بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

خلال الحرب زار وزير الخارجية الأمريكي آنذاك «هنري كسينجر» موسكو، وأصر الرئيس السوفييتي «ليونيد بريجنيف» فى مباحثاته مع «كسينجر» على بدء سريان وقف إطلاق النار لحظة صدور قرار مجلس الأمن، غير أن الأخير رفض ذلك، ما خلق الانطباع لدى السوفييت بأن «كسينجر» يريد إعطاء «إسرائيل» مزيداً من الوقت لمواصلة هجومها المضاد.

بعث الرئيس السوفييتي برسالة إلى نظيره الأمريكي «ريتشار نيكسون» كتب فيها: «أقول مباشرةً لسيادتكم إذا وجدتم أنَّه هناك استحالة في العمل المشترك معنا في هذه المسألة، سيتعيَّن علينا مواجهة الضرورة الملحة للنظر بشكل أحادي في اتخاذ التدابير المناسبة».

اعتبر البيت الأبيض الرسالة تهديداً مباشراً لأمريكا، ووصفها «كسينجر» بأنها واحدة من أخطر التحديات القادمة من موسكو التي واجهت البيت الأبيض.

يقول كيسنجر، في مذكراته: «كنَّا مُصمّمين على منع دخول القوات السوفييتية إلى الشرق الأوسط باستخدام القوة إذا لزم الأمر بغض النظر عن الذريعة التي جاؤوا بموجبها».

تابعونا عبر فيسبوك

ضاعف السوفييت أسطولهم في البحر المتوسط إلى 100 سفينة، وصدرت توصية بتجنيد نحو 70 ألف رجل من أوكرانيا والقوقاز للتدخل المباشر على الجبهة السورية ضد «إسرائيل».

في المقابل وضعت أمريكا قواتها النووية في حالة التأهب القصوى، وكانت الأعصاب متوترة في مياه المتوسط.. أسطول سوفييتي وطائرات أمريكية تحوم فوقه!.

خدعة سوفيتية

يقول السفير السوفييتي، «فيكتور إسرائيليان» في كتاب له عن حرب تشرين إنه كان هناك اعتقاد أمريكي بأن الاتحاد السوفييتي كان على وشك اتخاذ إجراء انفرادي بالفعل بإرسال عدة فرق عسكرية محمولة جواً إلى المنطقة على متن طائرات سوفييتية تقلع من بودابست.

لكنه يشير إلى أن كل الإجراءات التي كان الاتحاد السوفييتي قد اتخذها منذ بدء الحرب هي إجراءات احترازية فقط، لحماية الجسر الجوي السوفييتي والإمدادات البحرية لمصر وسوريا، ويؤكد أنه لم تجر مناقشة إرسال مثل هذه الفرق الحربية على الإطلاق داخل المكتب السياسي.

اكتشف الأمريكيون فيما بعد أنها كانت خدعة سوفيتية، وأنهم لم يكونوا يخططون للتدخل عسكرياً في الشرق الأوسط، ولكنهم قدموا تهديداً جعل الأمريكيين يتراجعون وينصاعون للمفاوضات.. وكانت النهاية بوضع اتفاق لوقف إطلاق النار.

شاهد أيضاً: عزف في تدمر.. ماذا تعرف عن رولدوغين «محفظة بوتين»

زر الذهاب إلى الأعلى