هولندا تصدر قراراً مهماً حول اللاجئين السوريين ؟!
أصدر “مجلس الدولة” أعلى هيئة قضائية في هولندا، قراراً يسمح به لـ”دائرة الهجرة والتجنيس” رفض منح “تصريح إقامة” لأي لاجئ سوري يثبت زيارته لبلاده.
وبحسب قرار “مجلس الدولة” الهولندية، أمس الأربعاء، والذي حكم بقضيتين منفصلتين للاجئتين سوريتين زارتا سوريا، فإنه يحق لدائرة “الهجرة التجنيس” رفض منح تصريح الإقامة في هولندا لطالبي اللجوء السوريين الذين عادوا لزيارة أسرهم بعد مغادرتهم سوريا.
والقضية الأولى كانت للاجئة السورية، 31 عاماً، زارت وطنها 6 مرات ورفضت “دائرة الهجرة والتجنيس” العام الماضي، منحها “تصريح إقامة”، وفق ما ذكرت صحيفة “الخمين داخبلاد” الهولندية.
تابعونا عبر فيسبوك
وغادرت تلك المرأة بلدها لأول مرة في عام 2013، واستقرت مع زوجها السابق في مصر، وفي السنوات التي تلت ذلك سافرت إلى سوريا ست مرات على الأقل، لفترات تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر، ثم بقيت مع والديها هناك بين عامي 2019 و2021 وعملت كمعلمة في إحدى المدارس، بحسب “دائرة الهجرة والتجنيس” الهولندية.
وفي خريف عام 2021، غادرت وسافرت إلى هولندا وتقدمت بطلب اللجوء، ورفضت “دائرة الهجرة والتجنيس” الطلب، لكنها رفضت القرار ولجأت إلى القضاء الهولندي.
وحكم “مجلس الدولة” بأن “دائرة الهجرة والتجنيس على حق”، موضحاً أنه “تبين بحق أنها لا تواجه خطراً حقيقياً بالتعرض لأذى جسيم عند عودتها إلى سوريا، وبالتالي لا تحتاج إلى الحماية في هولندا”، وفق القرار.
وعادةً ما يحصل طالبو اللجوء السوريون في هولندا على “تصريح إقامة”، لكن “دائرة الهجرة” بدأت تولي مؤخراً اهتماماً متزايداً لما إذا كان الأشخاص يواجهون خطراً فعلياً في سوريا.
وتعتبر العودة لزيارة العائلة سبباً لإلغاء التصريح، لكن غالباً ما يصعب اكتشاف ذلك أو إثباته وفق الصحيفة الهولندية.
وأما الحالة الثانية فكانت لامرأة سورية، 41 عاماً، حصلت على “تصريح إقامة” في هولندا عام 2018 ثم عادت إلى سوريا عبر لبنان لـ”زيارة والدتها المريضة في دمشق”، وأثناء زيارتها توفيت والدتها، كما ولدت المرأة طفلاً وكُسرت ساقها، وبسبب هذه الظروف بقيت في سوريا لفترة أطول مما كان مخططاً له.
وفي عام 2020، جاءت إلى هولندا مرة أخرى وقدمت طلب لجوء جديد، لكن “دائرة الهجرة والتجنيس” رفضت هذا الطلب لأنها “لم تكن لديها مشكلات أثناء إقامتها في بلادها”.
وما يزال السوريون يشكلون غالبية طالبي اللجوء الذين يأتون إلى هولندا لكنهم يأتون بشكل أقل من سوريا “بشكل مباشر”، حيث أصبحت “الحرب الأهلية” هناك أقل حدة من ذي قبل بعد أن استعاد الجيش السوري السيطرة على معظم البلاد، وفق ما ذكرته صحيفة “الخمين داخبلاد” على حد وصفها.
وتعتبر زيارة اللاجئين السوريين إلى وطنهم الأم “موضوعاً مثيراً للجدل” في دول اللجوء الأوروبية، وقد صنفت بعض تلك الدول دمشق ومدناً أخرى “آمنة”.
يشار إلى أن “مجلس الدولة” الهولندي هو هيئة استشارية للحكومة والبرلمان، كما أنه “أعلى هيئة قضائية”، ويعد ويليم ألكسندر، بصفته ملك هولندا، هو رئيس “مجلس الدولة” رسمياً، لكن القيادة الفعلية للمجلس هي في يد نائب الرئيس، الذي يشغل منصبه توم دي خراف، منذ عام 2018.
شاهد أيضاً : الرئيس الأمريكي يوجه طلباً مستعجلاً إلى سوريا ؟!