آخر الاخباررئيسيسياسة

“قسد” تبيع والفصائل تشتري.. مخلفات النفط تقتل النازحين ؟!

يعاني النازحون السوريون في مخيمات الشمال السوري مصاعب كثيرة، بدءاً من نقص المياه والكهرباء والرعاية الصحية مروراً بالانفلات الأمني والاقتتال الدائم بين فصائل المعارضة، او الاعتداءات والمضايقات التي تمارسها “قسد” عليهم.

ولكن ما كان غير متوقع هو ” الحراقات” -مصافي تكرير نفط بدائية_ تستخدمها فصائل المعارضة و”قسد” لتحويل النفط الخام  إلى وقود.

إلى هنا يبدو الأمر طبيعياً، إلا أن لهذه الحراقات بوجودها بين المدنيين أثر بالغ خطورة وربما قد يكون قاتلاً لما له من ضرر صحي وبيبئي غير محسوب العواقب وفقاً لتحقيق نشره موقع “العربي الجديد”.

البرد القارس وغلو ثمن المحروقات (المازوت) الذي وصل إلى 150 دولاراً للبرميل، دفع الأهالي هناك لشراء مادة الفحم غير المعالج الناتج عن تلك الحراقات ويتم بيعه بثمن بخس للباحثين عن الدفئ، إذ بلغ طن الفحم 130 دولار، ويمكن شراؤه جزئياً بالكيس(7 دولارات مقابل 50 كغ).

تابعونا عبر فيسبوك

ووفقاً للتحقيق فإن هناك 3000 نسمة يعيشون بالقرب من هذه الحراقات بين عمال، وهؤلاء هم الأكثر عرضة لخطر المخلفات النفطية.

في مخيم أطمة شمال إدلب، أدى إبقاء المدفأة العاملة على الفحم مشتعلة طوال الليل، في أحد ليالي الشتاء، لوفاة 3 أطفال كانوا نياماً في خيمتهم، بسبب استشناقهم غاز أول أكسيد الكربون شديد السمية.

وعلمياً فإن استنشاق غاز أول أكسيد الكربون بكيمات قياسية سيؤدي لوفاة الشخص خلال مدة أقصاها ساعتان.

التحقيق أشار إلى أن النفط الذي تبيعه “قسد” لفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي، يتم تكريره بواسطة الحراقات، وتلك الفصائل تقوم بدورها ببيعه للنازحين بأسعار خيالية.

ووصل عدد ضحايا التسمم جراء استنشاق الغازات الناتجة عن احتراق الفحم منذ عام 2020 وحتى الثامن من فبراير/شباط 2024 إلى 18 شخصاً، بينهم ستة أطفال وخمس نساء، بينما أصيب 26 آخرون بينهم 7 نساء و9أطفال، طبقاً لإحصائيات محلية.

ووفقاً لـ “العربي الجديد” فإن هناك قرابة الـ1000 حراقة، تسيطر عليها 3 فصائل عسكرية ألا وهي (أحرار الشام وفرقة الحمزة  وأحرار الشرقية).

تابعونا عبر فيسبوك

وتجبر الفصائل النازحين على العمل في تلك الحراقات مقابل 200 دولار شهرياً فقط، مع العلم أن معظم الذين يعملون بتلك الحراقات هم أطفال ونساء.

تذهب العائدات الضخمة لتكرير النفط للفصائل العسكرية المنتشرة، بغية تمويل أنشطتها، في حين أن النازحين في مناطق الشمال يعانون انعدام حاد بالأمن الغذائي والمائي ومواد التدفئة.

 

شاهد أيضاً: كوريا الشمالية تكشف عن ترسانتها الجديدة من المسيرات ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى