لماذا انهار جسر المشاة بحادثة اصطدام في دمشق ؟!
شغل سقوط جسر المشاة في نهاية أوتوستراد المزة بالعاصمة دمشق، السوريين، لتتوجه أصابع الاتهام إلى المحافظة بسبب سوء البنية التحتية للجسر، خصوصاً أن البعض اعتبره “متهالك بعد وقوع انفجار ملاصق له خلال فترة الأزمة، ليبقى دون ترميم منذ ذلك الوقت”، بينما الجهات الرسمية التي كانت على الأرض خلال الواقعة، أكدت أن المتسبب بسقوطه هو “سائق اللودر المحمل بـ”باكر حفر”، يفوق ارتفاعه ارتفاع الجسر”.
الكثير من التأويلات والتحليلات، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل السوريين، حول “جسر المشاة”، أهمها أنه “لا يراعي الكود العالمي لارتفاع الجسر المسموح به”، إضافةً إلى “عدم وجود إشارات تنبه للسرعة والارتفاع المسموح بهما للمرور تحت الجسر”.
تابعونا عبر فيسبوك
ما سبق، دفع “كيو بزنس” للتواصل مع مدير الدراسات الفنية في محافظة دمشق معمر دكاك، الذي بيّن أن جسر “السومرية” هو من أصل 26 جسر مشاة موجود بالعاصمة، ومعظمها بذات التصميم تقريباً، عبارة عن 3 ركائز بيتونية، 2 طرفيات وواحدة وسطية تحمل جسر معدني مقسوم إلى نصفين، قسم بحارات الذهاب والآخر بالإياب.
وتابع دكاك أن الجسر المعدني المتضرر، مصمم بأعلى جودة فنية وفق الكود العالمي، الذي يحدد ارتفاع الجسر بـ 4.75 متر، مشيراً إلى أن جسر السومرية ارتفاعه 5.10 متر، أي بزيادة عن الكود العالمي بأكثر من 35 سم، كما يوجد ميل عرضي له.
وأكد المدير أن الجسر عبارة عن جوائز معدنية صلبة مقاومة عالية، وعلى عدم وقوع انفجار بالقرب منه في السنوات الماضية، مبيّناً أن الانفجار الذي حدث سابقاً هو عند جسر الحياة في الفيحاء.
دكاك شرح أن الضربة على الجسر أفقية، نتيجة “باكر حفر” محمل على ناقلة سيارات “لودر”، ووزن الباكر بالحد الأدنى 20 طن، ترافق مع سرعة زائدة للودر، ما أدى إلى عملية صدم، ضاعفت من وزن “الباكر”، إذ توقع أن تكون قوة الصدم قد وصلت إلى 50-60 طن، ما تسبب بانزياح الجسر من أحد أطرافه إلى حوالي 15 متر وسقوطه بالتزامن مع وجود سيارة فان H1، ووفاة سائقه وإصابة 3 آخرين.
ولفت مدير الدراسات الفنية إلى أن المحافظة تعمل على إعادة تأهيل الجسر وإعادته إلى مكانه.
وختم دكاك حديثه لـ”كيو بزنس”، بالإشارة إلى وقوع حادثة مشابهة في بداية الأزمة بالعاصمة، حيث اصطدمت إحدى السيارات القلابة التي تتسع لحمولة 10 متر مكعب، بعدما ارتفع معه دلوها أثناء سيرها بأحد جسور المشاة عند جوبر، ما أدى إلى سقوطه دون وقوع أي ضحايا.
شاهد أيضاً: هل تسمح القوانين السورية بإقامة حفلات في الأماكن الأثرية؟