الجيش وأردوغان العلاقة التي ستشعل تركيا بـ”الفوضى” ؟!
إلى اليوم لا تزال قضية الانقلابات العسكرية موضوعاً ساخناً تتداوله وسائل الإعلام في تركيا بشكل مستمر، بعد حادثة “مظاهرة الضباط” التي وقعت عقب تخرج في كلية الحرب البرية.
الحدث أدى إلى انقسام حاد بين الحكومة، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، والمعارضة، حيث تعهد أردوغان بـ”تطهير” الجيش من المتورطين.
في خطاب ألقاه عقب اجتماع حكومي في أنقرة مساء الاثنين الماضي، أكد أردوغان أن تركيا لن تسمح بتكرار استنزاف الجيش ولن تُستخدم المؤسسة العسكرية لتحقيق أهداف سياسية.
وأشار إلى أن السلطات تحقق في القضية بدقة وفقاً لآليات الرقابة الديمقراطية، خصوصاً فيما يتعلق بما حدث في كلية الحرب البرية.
تابعونا عبر فيسبوك
في 30 آب الماضي، أدى أكثر من 300 ضابط متخرج من الكلية قسماً إضافياً بعد القسم الرسمي، بحضور أردوغان وعدد من القيادات العسكرية.
وخلال الحدث، رفع الضباط سيوفهم مرددين شعار “نحن جنود مصطفى كمال”، ما أثار جدلاً واسعاً بسبب الارتباط التاريخي بين مثل هذه الشعارات والانقلابات العسكرية السابقة في تركيا.
الرئيس أردوغان استنكر هذه الخطوة وتساءل “في وجه من ترفعون السيوف؟”، مؤكداً عزمه على تطهير الجيش من هذه العناصر، مشيراً إلى أن عددهم قد يكون 30 أو 50 شخصاً، ولكن لا مكان لهم في المؤسسة العسكرية.
من جانبها، عبرت المعارضة عن دعمها للضباط. حيث ندد حزب الشعب الجمهوري بتصريحات الحكومة، فيما دعا رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، الضباط للاستمرار في ترديد شعار “نحن جنود مصطفى كمال أتاتورك”، مؤكداً أن ولاء القوات المسلحة لمؤسس الجمهورية فوق السياسة.
وسط استمرار الجدل، كشف الصحفي التركي جيم كوتشوك عن تقرير استخباراتي أشار إلى أن الحادثة كانت مخططة مسبقاً، حيث شارك فيها 300 ضابط بينما نأى 650 ضابطاً آخرون بأنفسهم.
وأكد الصحفي نديم شينار أن تصريحات أردوغان تعكس وجود مشكلة أعمق في الجيش، مشيراً إلى أن قائد سرية الملازمين استقال بعد بدء التحقيقات.
تأتي هذه التطورات في ظل تاريخ طويل من التدخلات العسكرية في تركيا، حيث شهدت البلاد عدة انقلابات بارزة منذ تأسيس الجمهورية، كان آخرها محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز 2016، التي قوبلت برد شعبي واسع وأحبطت المخطط.
شاهد أيضاً : هجوم على منشأة دبلوماسية أمريكية في العراق ؟!